الشاعر هيثم سعودي الكر بلائي
(عن كتاب معجم شعراء كربلاء)
هو هيثم بن شاكر بن سعودي بن عبد الكريم ألحسناوي. ينتسب إلى عشيرة( الرحيم)إحدى عشائر قبيلة بني حسن وهي عشيرة اشتهرت بممارسة التجارة الحرة .....شاعرنا من مواليد مدينة كربلاء المقدسة . أحب الشعر منذ طفولته وبدأ النظم في بداية السبعينات، كان هيثم شغوفا وقارئ جيد لعمالقة الشعر العربي أمثال أبو الطيب المتنبي ،هذا من جانب ،ومن جهة اخرىفقد كان مولعا بالشعر الشعبي للمرحوم الشيخ كاظم منظور الكر بلائي ..... وهيثم سعودي من أعلام كربلاء ويشار له بأصبع الإبداع ومن نتاجا ته:
1- السجل المفتوح ويقع في ثمانية أجزاء
2- أزهار من روضة الأطهار ويقع في جزئيين
3- وله مخطوطات تحت الطبع
ولقد انشد له الكثير من الرواد يد منهم الحاج باسم الكر بلائي والملة جليل الكر بلائي والسيد حسن والملا ناظم والملا غسان والشيخ الاكرف ومحمد الحجيرات والحاج أسامة العطار وغيرهم.... وقد شارك في معظم المهرجانات والمناسبات الخاصة في أهل البيت -ع- ولازال مستمرا في عطائه وإبداعه فهو كنز كربلائي، وهو امتداد تاريخي لأولئك الأفذاذ أمثال المنظور،كريم كربلائي ،حسين كربلائي وغيرهم الكثير...... وشاعرنا علم من أعلام كربلاء بلا منازع فهو يستحق وسام السمعة الشريفة كذلك لابد لأي كاتب أو دارس للموروث الشعبي الكر بلائي عندما يستعرض رجالات الفكر والأدب،عليه أن يضع هيثم في مقدمة المقدمة لما له من تاريخ نضالي عريق قاوم به السلطة السابقة في إحياء ذكرى آل البيت عليهم السلام فهو مناضل من الطراز الأول،أو ليس عائلة سعودي التي ضربت رقما قياسيا في عدد الشهداء حيث قدمت على مذبح الحرية(11) شهيدا في مناهضة النظام في كل أشكاله وألوانه فعائلة سعودي نقطة مضيئة في جبين الزمن الرديء وستبقى علما مضيئا في سماء كربلاء المقدسة وسيبقى هيثم مكملا لمشوار مدينته وعائلته وأرث كربلاء العظيم... ونختار من ديوانه السجل المفتوح في مدح ورثاء المذبوح نماذج من قصائده:
تبكي الزهراء (سلام الله عليها)
مظلومة مظلومة تبكي الزهراءْ
والدمعُ والدمعُ فِي العينِ دماءْ

وفِي الصـدرِ
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
تَـهَادى القلبُ في ليلٍ إلـى مكسورةِ الضلعِ
رآها حسرةً تبكي وتُبدي العَتْب بالدمعِ
وقالتْ يا مُـوالينا بِحقِّ الوَتـرِ والشفعِ
أَ تَرضى يُنْتَقَص قدري وأنّي مِحورُ الشرعِ

يدعونِي يدعونِي بنتَ المخـتـارْ
سامونِي سامونِي حَرْقَاً للدارْ

وهل أجري
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
أنا لَمَّا على عـيـني لـيالِي مِحنـتِي تُمسي
أُقـلِّبُ سِفْـرَ أمجادي وأَسألُ بالأسى نفسي
أَ لَـيسَ اللهُ صَـوَّرَنـا مِنَ الأنـوارِ والقُدسِ
أَ لَـسْنا العُروةُ الوُثقى كَمَا في آيـةِ الكُرسي

فِي شانِي فِي شانِي نَزَلت آياتْ
والجانِي والجانِي يُذْعِنُ هيهاتْ

وإنْ يدري
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^

تُقَطِّعُ مِحْـنَتِي كَبِدِي وتُحْرِقُ أَدْمُعِي رِمشي
فإنّي حُجةُ الباري وإنّـي زِيـنـةُ العـرشِ
ودارُ الوحيِ منـزلنا فكيفَ عيونـهم تعشي
وداسُوا حَدَّ أعتابٍ عَلَيها الـمصطفى يَمشي

بَلْ داسُو بَلْ داسُوا قِـيَماً وأُصُولْ
والقلبُ والقلبُ في الخطبِ يقولْ

يَـدُ الغَـدْرِ
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
وكانَ الـمصطفى لـمَّا إلَينا زائِـراً يأتـي
يُقَـبِّل جَبْهَتِي عَطْفاً وَيَمْلأُ عَطْـفَـهُ بَـيتِي
وكانَ يقولُ لِيْ حَقّاً أَلا خَـيرَ الـنِّسَا أَنْتِ
أُسَائِلُ كيفَ تصفعُني يَدُ الطاغوتِ والـجِبْتِ

تصفعني تصفعني أَيْدي الطاغوتْ
مِنْ حُزنِي من حُزنِي يا لَيتَ أموتْ

فَـذا عُـمْري
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
هُجُومُ الوَغْدِ باغَـتَنِي جَرِيـئاً غَـيرَ مُحتاطِ
بَدَفْعِ البابِ عاجَـلَنِـي وَلَمْ يَأْبَهْ بِـإسْقَاطِي
فَـقَالَ القلبُ فِي شَجَنٍ لَقَدْ قَطَّعْتَ أَنْـيَاطي
أَيَا وَغْداً أَمَا تَدْرِي قَـتَلـتُمْ خَيرَ أَسْـبَاطِي

فِي بابِي فِي بابِي مازالَ أنـينْ
ما ذنـبي ما ذنـبي أُغْـتَالُ جَنِينْ

فَـمَا عُذري
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
أنا مَنْ باهَلَ الـهادي بِـهَا والقومُ قد عَلِموا
فكيفَ تَجَاهَلُوا قَدْرِي ألا يا بِـئْسَ ما حَكَموا
أنا جُرحي يُؤرِّقُـنِي وأنَّ الـجُرحُ صارَ فمُ
سيَكشفُ عُمْقَ مَأْساتِي لتُصدرَ حكمَها الأُمَمُ

ما أقسى ما أقسى أعداءَ اللـهْ
هل أنسى هل أنسى جُرحي وسِواه

وفـي سِـرِّي
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
أنا مِنْ عُمْقِ مَأْساتِي يَـئِنُّ الجُرح فِي صدري
أَ أَنسى مُحْسِناً طِفلي وفِي صدري دمٌ يَجري
أنا مَنْ هشَّموا ضلعي أضاعوا قَبلَهُ قَدْري
أ لَيسَ يكون لِي سَـبَبٌ أُضيّع عنهمُ قـبري

لا يشفى لا يشفى جُرْحُ الوجدانْ لا تطفى لا تطفى نارُ الأحزانْ

إلَى الـحشرِ
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي

^ ^ ^
إلـى يـومٍ سَـيَسْـألُها إلـهٌ خالقٌ مُبْدي
وَلَيتَ اليومَ عاجَلها حُسامُ الغائبِ الـمهدي
أَ يَـنْسى عصرةَ البابِ وينسى اللطمَ فِي الخدِ
مُحالٌ سوفَ يأتـينا لِـيُرشِدَنا إلـى اللَحْدِ

مهدينا مهدينا قَدْ طالَ نَواكْ
مُـنْجِينا مُـنجِينا فمتى لُـقْـياكْ

فَفِي الـهَجْرِ
لَظَى تَـسْـرِي لَظَى تَـسْرِي