أضف الموضوع
الشاعر علي الصفار - 18/01/2012م - 2:20 ص | عدد القراء: 24116
يَـجـثـو الخُلودُ بِرَوضَةِ الأقداسِ بين الفرات و راية النبراسِ وَتَـمُـد رُوحُ التضحياتَ أكُفَّها تُبدي الوفاءَ لسبطِ خيرِ الناسِ و تَـفـيـضُ عينُ للحياةِ بكرَبلا بشموخِ رأسٍ في الثرياَ راسي تروي عَطاشى الطَف مِن ظمَأ الجَوى عذاً و تذكي جمرة الأنفاسِ يا طاِلبَ العليا بلغتَ سمَاءها فَأصدح بصوتٍ مُرهَف الإحساسِ و اطـلِـق تَـراتِـيـلَ الإباء فإنَّما لَحنُ الإباءِ بحضرةِ العباسِ * * * أبـا الـفَـضـلِ يـا فارساً لا يَلين تُذِلُّ المَنايا ولا تَستـكين فـأنـتَ الـحُـسامُ و أنتَ اللواء وأنتَ الثباتُ وأنتَ الإباء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن
تَـفـانـا أبـُوكَ لـنَـصر النَبيَّ وذي لافتى شاهدُ في السنينْ وأنـتَ نـَظرتَ بعينِ الوصيّ وأعطيتَ للديَنِ في الطـفِ عَين فـفـاضَـتْ عَلينَا تَبلُ الصَدا وتَرِوي العَطاشى بكأسٍ معَيـن أيـا بـدرَ هـاشـمَ لـيـثَ العَرين سلامُ عليكَ مِنَ المؤمنين فـأنـتَ الـمـحـامي وأنتَ الرجاء وأنتَ المعينُ وأنتَ العطاء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن
ومـا زلـتَ تَـروِي جُموع الجهاد بكأسِ الإباء بكلتا اليَدين فَـيُـمـنـاكَ مستْ مياه الفُرات ففاضَ الفراتُ بجودِ اليمين ويُـسـراكَ هزَّتْ لواءَ الثَبات فَدُكّتْ بها زُمـــرُ المُعتدين يَـمُـيـنـكَ تـسـقي بهِ المُتَقين شِماُلكَ يبطشُ بالمُجرمين فـأنـتَ الـمُـزَمـجِـرُ عـنّد اللقاء وأنتَ المنَايا وأنتَ البلاء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن
وَرثـتَ الـفَـضـائـلَ و المكْرُمات وصَكُّ الإخوَّةِ سرُّ مُبين فـأنـتَ لـسـبطِ الهُدى في الطفوف كحيدرةٍ للنَبَي الأمين ولـولا الـقـضَـا ما رَماكَ الرَدى بسهمٍ أصابَ بهِ المسلمين سـمَـوت وأنـتَ من المُهتَدين وَ رُحرتَ وأنتَ من المُخَلصين مـنَ الأولـيـاءِ ورِثتَ الإخاء ومازلِتَ تُعطي دُروسَ الوفاء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن
وقـفـتَ عـلى النَهرِ رغمَ الظما تُنادي بصدقٍ إمامي حُسين أيـا نَـفـسُ هـونـي إذا مـا هوى سليل الأئمة و المُرسَلين ورتَّـلـت بـالـرُمـحِ والـمُرهَفات أناشيدَ إيثارِ أهلِ اليقين بـذلـتَ ومـا كُنتَ يوماً ضَنينْ وعَن بَابِ جودِكَ حَاِتُم أين هَـتـفـتَ فـضَجَّ المَلا و الفضاء ومَوجُ الفُراتِ يُعيدُ النداء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن
دَخـلـتَ الـفُـراتَ بموجِ الحياة أفضتَ عليه ندَى الأكرَمين وأصـبَـح عَـذبـاً لأنَّـكَ أنـتَ تَطلُّ عليهِ بفَيـضِ الوتين تَـضـوَّعَ مِـنـكَ نَـسـيمَ الإباء وأنتَ إليه من المُحَسنين لِـجُـودِكَ يَـبـقى الفُراتُ مَدين وأنتَ لِوَجه الصباحِ جبين ورُمَـحُـكَ يُـنزِلُ غَيثَ السَّماء وعَينُكَ تَسقي ثرَى كربلاء وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن |
|