جرعناها صروفَ الدهرِ جرعا...و قد ضاقت بِنا الأيامُ درعا
نديمي مدمعي و النوحُ أُنسي...و يُصبحُ بالجوى قلبي و يُمسي
فما يُجدي التصبرُ و التأسي...لمن قد عاشَ طولَ العُمرِ ينعى
عليَّ الهمُ نغّصَ صفوَ عيشي...لضلعٍ قد تهشّمَ مِن قريشِ
فرزءُ الطُهرِ فلَّ رَباطَ جأشي...و صارَ الحزنُ لي خلقاً و طبعا
فيا للهِ من فعلِ الصحابه...حجابُ اللهِ إذ هتكوا حجابه
و ما حفِظوا النبيَّ بذي القرابه...فقد سّنوا لظلمِ الآلِ شرعا
عذابٌ كانَ أصلاً للعذابِ...و حرقُ البابِ بابٌ للمُصابِ
فوا لهفي لمن أُبدي عتابي...فهل يُجدي العتابُ إليَّ نفعا
و هل يُبري انسكابُ الدمعِ كسرا...لمن ماتت وراءَ البابِ عصرا
و لم تبلغ من العشرينَ عُمرا...مضت مكسورةً قلباً و ضلعا
تُواري جُرحَها تُخفي أساها...و لم تُخبر علياً ما دهاها
فتكسِرُ جفنها كي لا يراها...تّسحُ عيونها دمعاً فدمعا
فلطمُ الخدِ واحُزني عليها...دعا الزهراءَ تلعنُ قاتليها
و رّناتُ السياطِ براحتيها...لها وقعٌ يصكُ الكونَ سمعا
قضت مسّودةَ المتنينِ غضبا...فدنياها غدت كمداً و كربا
و إحراقاً و ترويعاً و ضربا...و لا حامٍ لحقِ اللهِ يرعى