اليوم يومٌ حزنه لا يذهبُ...ماتت به أمُّ المصائب « زينبُ »
ماتت ونار الوجد بين ضلوعهاُ...ممّا جرى في الغاضريّة تلهب
قد واصلت أيّامها بأنينها...وحنينها ، ودموعها لا تنصب
ما انفكّ رزءُ الطفّ يأكل قلبها...ذاك الصبور لدى الخطوب ، الطيّب
قلـبٌ تَحَمـّلَ مِن صروف زمانه...مـا منـه يَذبـُلُ خيفـةً يتهيّـبُ
مِحَنـاً ثِقـالاً قـد تحمـّل قلبهـا...مِـن حادثاتٍ أمـرها مستَصعَـبُ
رأتِ الأحـبّة والحسـين بجنبهـم...ثـاوٍ وكـلّ بالـدمـاءِ مُخَضّـبُ
فـوق الصعيد جسومهم وعلى القنا...رأتِ الـرؤوس ، وخَصمها يَتقلّبُ
فَـرَحاً بقتـل ابـن النبي وذلـكم...مِـن كلّ ما لاقته «زينبُ» أصعبُ
ومَشَـت وسائق ظعنها شِمرُ الخَنا...فإذا بكـت وَجداً تُسَبُّ وتُضـرَبُ
فقَضـت زمان الأسر من بلدٍ إلى...أُخرى تُؤنّب في الخصوم وتَخطبُ
قـد أوضحت بخطابها عمّا خفى...للناس مـن فضـلٍ لها فتعجّبـوا
لِـم لا تكـون أميـرة بخطابهـا...وأميـرُ كـلّ المؤمنيـن لهـا أبُ
بَقيَت ببَحـر الحُزن تَسبحُ والأسى...بعـد الحسيـن وللمنيـّة تطلُـبُ
حتّى انتهت منهـا الحياة وقلبُها...سِفـرٌ كبيرٌ بالشجون ومَكتـبُ
ماتـت وما ماتت عقيلة هاشم...فلها الوجود من المهيمن موهَبُ
فهي التي إن غُيّبت في لَحدِها...فلهـا مواقف شمسها لا تَغرُبُ
دَعهـا تُنعـَّمُ في الجِنان لعلّه...يَرتاح منها اليوم قلبٌ مُتعَب