على زينِ البُكاءِ...بُكائي.....على طولِ البلاءِ...بُكائي
و آهاتي...مُناجاتي
عليلٌ سارَ في الدربِ الفجيعِ...فمِن عطشٍ إلى سهمِ الرضيعِ
هُنا حرقٌ هُنا طحنُ الضلوعِ...و مِن سبيٍ إلى هدمِ البقيعِ
و للدمعِ إنهمارٌ...عظيمُ.....و للهِ اصطبارٌ...عظيمُ
و دمعاتي...مُناجاتي
جيوشُ الهمِ في صدري صفوفُ...و نظراتُ الصغيراتِ سيوفُ
هُنا الحوراء على الرمضاء تطوفُ...و قد عادت بكفيها كفوفُ
تُنادي يا بناتي...على الماء.....لقد ماتت حياتي...على الماء
بُنياتي...مُناجاتي
أنا يا عمتي أغدو الكفيلا...فأحميكم و إن كنتُ عليلا
فصبراً عمتي صبراً جميلا...سأسقيكم و إن أهوي قليلا
إذا دربي طويلُ...أُعذروني.....فذا جسمي نحيلُ...أُعذروني
و عثراتي...مُناجاتي
إذا نادى أبي هل مِن مُناصِر...و إني بالعصا و السيفِ حائِر
أراهُ قد أحاطتهُ العساكِر...سِهامٌ ذا و هذا بالبواتر
و بالأرماحِ تارة...رمتهُ.....و أخرى بالحجارة...رمتهُ
و صرخاتي...مُناجاتي
و يا اللهُ باعَ الشِمرُ نفسه...على الشيطانِ حتى شّدَ بأسه
اعتلى صدرَ الهدى يغتالُ شمسه...باثني عشرَ سيفاً حّزَ رأسه
ألا هل من مُنادي...حُسيناه.....هوت سبعُ الشدادِ...حُسيناه
بِحسراتي...مُناجاتي
و للشاماتِ ذُعرٌ فوقَ ذعرِ...و جامعةٌ على عُنقي و أسرِ
فإن قامت صلاةٌ حارَ أمري...توضأتُ الدماء من جُرحِ نحري
سياطٌ فوقَ كتفي...تُصلي.....و أغلالٌ بِكفي...تُصلي
جُراحاتي...مُناجاتي
و عُدنا في مشاعِرِنا عِتابُ...و أطفالٌ لنا شابوا و ذابوا
فلا عيشٌ يطيبُ و لا شرابُ...و لا شمسٌ تلوحُ و هُم غِيابُ
صدى سحقِ الضلوعِ...سمومي.....بطفٍ أو بقيعِ...سمومي
مناراتي...مُناجاتي