تبكيكِ عيني عَبرَةً ساجمه...يا زهرةَ الفِردَوسِ يا فاطمه
سبحانَ من سوّاكِ بَدراً تمام...أنوارُهُ تَجلو سوادَ الظلام
ولِلهدى يدعوكِ خيرُ الأنام...أيَّتُها الصِّدِّيقةُ العالمه
بيتُكِ في ظلِّ أبيكِ الرسول...مَهْبِطُ أملاكِ السَّما يا بَتول
ميزانُكِ القرآنُ نورُ العقول...وأنتِ في ترتيلهِ هائِمه
زهراءُ في صفاتِكِ الزاهِره...واضحةٌ آياتُكِ الباهره
مِنكِ معاني العترةِ الطاهِره...ظاهرةٌ ناضِرةٌ قائِمه
لمّا مضى والدُكِ المصطفى...ناديتِ: يا دُنيا عَليكِ العَفا
والدهرُ قد جارَ وما أَنصَفا...مُذ غَصَبتكِ الزُمرةُ الظالمه
حين اعتدى عليك اهلُ العِناد...في ظُلمهم لَمّا طَغَوا في الِبلاد
فانقَلَبوا عن شرعِ ربِّ العِباد...إِذ أِسَّسوِها فِتنةً غاشِمه
قال احرقوا دار عليٍّ وَمَرْ...قالوا بها الزهراءُ مَهُ مالخَبَر
قال وإنْ فَأَحْرَقوا في الأثر...بابَ الهُدى والنِعمةِ الدائمه
في هَمِّها مرّت على الساخطِ...جاءت وبينَ البابِ والحائِطِ
قد عُصرت من ظالم ساقِطِ...في الدَّفعَةِ الغادِرَةِ الآثِمه
قد أنبتوا المِسْمارَ في صَدرِها...وأسقَطُوا الجنينَ في عَصرِها
فَضجَّتِ الأملاكُ من صبرها...وَيلٌ لِمَنْ كانَتْ لهُ خاصِمه
مصائبٌ صَبَّتُ بتِلكَ الفِتن...جرَّعها الأعداءُ كأسَ الِمحَن
ما ذاقَتِ الراحةَ أُمُّ الحسن...حتّى مَضَتْ علَيهمُ ناقِمه
مظلومَة قد كسروا قلبَها...تَدعوا على أَعدائها رَبَّها
مكسورة الضِّلعِ فَضَتْ نَحْبَها...مهمومة مَحرومة واجِمه