نعشُ شَيِّعْنا مَعَا...بعدها لَنْ أَرجِعا
فاطِمهْ يا فاطِمهْ...فاطِمهْ يا فاطِمهْ
قالعُ البابِ أنَا لَسْتُ أنا...فاطمٌ ماتَتْ..بلى ظَهرْي انحَنى
بعدَ بابِ الدَّارِ آخيتُ العَنَا...نعشُ سَاعِدني إذاً كيْ تُرْفَعَا
أُحُدٌ، بدْرٌ، حُنيْنٌ، خيبرُ...كلُّها يا نعشُ قامتْ تنظُرُ
رَفْعَ جِسمٍ ناحِلٍ لا أقْدِرُ...ليتَ جِسمي دونَهُ قَدْ شُيِّعا
نعشُ رفْقاً بمتُونِ الزَّاكيهْ...كَخَيالٍ أَرجعوهَا داميهْ
سوّدوها بسياطٍ قاسيهْ...ضُرِبتْ يا نعْشُ ضرباً موجِعا
لا ولا تؤْذِ الكُفوفَ النّاعِمَهْ...قَبْلُ كانتْ ثم صارتْ وارِمهْ
هكذا يا نَعشُ ماتتْ فاطِمَهْ...آهِ..حتّى خدُّها قَدْ صُفِعا
أيُّها النَّعْشُ كفى همّاً كفى...بعدَ عيْنيْها على الدنيا العفا
قلَّ صبري عِنْدَ ضِلعٍ قَدْ خفى...يا لِمَسمارٍ أصابَ الأَضْلُعا
زهرَتِي، رُكنِي، ملاذي، أمَلي...كيفَ أغدو دونها لِلْمنزِلِ
مَنْ يُناديني برِفقٍ يا علي...بَلْ "عليٌّ" بعدها قَدْ ضُيِّعا
شاهداً يا نعْشُ تبقى للزَّمَنْ...حنَّتِ الزهرا وأنَّتْ في الكَفَنْ
بالأسى ضَمَّتْ حُسيناً وحسَنْ...ولها الأملاكُ تُبدي الجزعا
نعشُ وارحمْ في اليتَامَى زيْنَبا...وقَفَتْ ترجوكَ أنْ لا تذْهَبَا
قَدْ أحسَّتْ بالمآسِي والسِّبَا...وَمِنَ الآنَ تَصُبُّ الأدْمُعَا