تَذَكُّرُ الموت
أرى عـمري مْـؤذِناً بالذهابِ...تَـمُرُّ لـياليهِ مَـرَّ الـسحابِ
وتُـفـجِئُني بـيـضُ أيـامه...فـتسلخُ مـنّي سـوادَ الشبابِ
فـمَنْ لي إذا حانَ منّي الحمام...ولـم أسـتطع منهُ دفعاً لما بي
ومَـنْ لـي إذا قـلَّبتني الأكفُّ...وجـرّدني غـاسلي من ثيابي
ومَنْ لي إذا صرتُ فوق السريـرِ...وشيلَ سريري فوقَ الرقابِ
ومَـنْ لـي إذا ما هجرتُ الديارَ...وأعتضتُ عنها بدارِ الخرابِ
ومَـنْ لـي إذا آبَ أهلُ الودادِ...عـنِّي وقـد يئسوا من إيابي
ومَـنْ لي إذا ما غشاني الظلامُ...وأمسيتُ في وحشةِ واغترابِ
ومَـنْ لـي إذا مـنكرٌ جدَّ في...سـؤالي فـأذهلني عن جوابي
ومَـنْ لـي إذا دُرسـتْ رمّتي...وأبـلى عـظامي عفرَ الترابِ
ومَـنْ لـي إذا قـامَ يومُ النشورِ...وقـمتُ بـلا حجّةٍ للحسابِ
ومَـنْ لـي إذا نـاولوني الكتابَ...ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي
ومَـنْ لـي إذا امتازت الفرقتانِ...أهـلُ الـنعيمِ وأهلُ العذابِ
وكـيفَ يُـعاملني ذو الـجلال...فـأعرفُ كـيفَ يكونُ انقلابي
أباللطفِ، وهو الغفورُ الرحيم،...أمْ الـعدلِ وهـو شديدُ العقابِ
ويـاليتَ شـعري إذا سـامني...بـذنبي وواخـذني بـاكتسابي
فـهل تُـحرقُ النارُ عيناً بكت...لـرزءِ القتيلِ بسيفِ الضبابي؟
وهـل تُحرقُ النارُ رجلاً مشت...إلـى حـرمٍ منهُ سامي القبابِ؟
وهـل تُـحرقُ النارُ قلباً أُذيب...بـلوعةِ نـيرانِ ذاك المصابِ؟