أضف الموضوع
الشاعر المرحوم السيد محمد رضا الهندي
05/04/2019م - 12:23 م | عدد القراء: 3053
مرقد الامام الحسين (ع)
على لسان زينب (١) سـاقَ الـمطايا بـنا لـلشامِ حادينا...ولا مـحـامٍ لـنـا إلاّ أعـاديـنا لـم يـبقَ مـن إخوتي حامٍ فيحمينا...أضـحى الـتنائي بديلاً من تدانينا وجـارَ حـكمُ الـليالي بعدهم فينا فـسوف نقضي الليالي بعدهم أرقا...ونـملا الـقلبَ مـن تذكارهم حرقا كـنّا جـميعاً فـأضحى جمعنا فرقا...سـرعانَ ما عادَ ذاك الشملُ مفترقا ونـابَ عـن طـيبِ لقيانا تجافينا هـل ينجلي ليلُ همّي عن صباحهمُ...وهـل لـهم غـدوةٌ عقبى رواحهمُ وكيفَ والأرضُ فاضت من جراحهمُ...مَـنْ مـبلغُ الـملبسينا بـانتزاحهمُ وجـداً يـبزُّ كـرانا مـن مـآقينا كـم مـن يـدٍ بعدهم مُدَّتْ لتسلبنا...سترَ الوجوهِ وضربَ السوطِ جلببنا وأظـمأونا فـعادَ الـدمعُ مـشربنا...وقـد خـلعنا رداءَ الـصبرِ أعقبنا ثـوباً مـن الـحزنِ لا يبلى ويبلينا يا مَنْ تفانوا إلى جنبِ الفراتِ ظما...وروَّوا الـبيضَ في يومِ الكفاحِ دما مـضوا عطاشى ولكن روَّوا الخذما...لـيسق عـهدكم صـوبَ الغمامِ فما سـقاكمُ الـنهرُ عذبَ الماءِ ظامينا كـنّا وكـنتم وكـانَ العيشُ قد نعما...بـكم وثـغرُ الـليالي كانَ مبتسما كـنّا لـكم يـا أحـباءَ النفوسِ كما...كـنـتم لأنـفسنا أنـفاسهنّ ومـا كـنـتم لأرواحـنـا إلاّ ريـاحينا فـالهمُّ طـولُ الـليالي لا يُبارحنا...والـذكرُ إن لا يُـماسينا يُـصابحنا نـالَ الـشماتةَ فـينا اليومَ كاشحنا...بـنْتُمْ وبـنَّا فـما ابـتلَّت جوانحنا كـلا ولا أورقـت يـوماً أمـانينا كـنّا ولا حـادثاتُ الـدهرِ تطرقنا...ولا لـيـاليهِ بــالأرزاءِ تـرمقنا والـيومَ عادت سهامُ الخطبِ ترشقنا...بـالأمسِ كـنّا ولا يُـخشى تفرّقنا والـيوم نـحنُ ولا يُـرجى تلاقينا كـم أنجمٍ منكمُ فوقَ الثرى ركدت...وكـم بـدورٍ بـأبراجِ الرماحِ بدت وقـد أفـلتم وفـيكم كربلا سعدت...حـالـت لـفرقتكم أيـامنا فـغدت سـوداً وكـانت بـكم بيضاً ليالينا
١ - يُنسب إليه تخميس أبيات ابن زيدون وقد صاغه على لسان زينب (عليها السّلام).
|