فصلٌ في ذكر شهر المحرَّم الحرام
مُحَرَّمٌ فيه الهنَا مُحَرَّمُ...وَالحُزْنُ فرْضٌ والبُكا مُحَتَّمُ
شهرٌ به الإيمانُ ثُلَّ عَرْشُه...وَالكُفْرَ بالإسلامِ بانَ بَطْشُه
هلالُه قَوْسٌ رمى قلبَ الهدى...والدينِ في سْهم الحتوف والردى
قد كان عند الكفرِ والإسلامِ...فيه القتالُ أعظم الآثامِ
وآلُ حربٍ حاربوا ربَّ السما...فيه وحللوا الدّمَ الْمُحَرَّما
وانتهكوا حُرْمَةَ ساداتِ الْحَرَمْ...وارْتَكَبوا ما أَمْطَرَ السماءَ دَمْ
يا آلَ حربٍ لا لقيتمْ سِلْما...ولا وُقِيتُمْ مِنْ لِسانٍ ذَمّا
لُعِنْتُمُ في الأرضِ والسماءِ...على لسانِ جملةِ الأحياءِ
بُشراكُمُ بالوَيلِ والثبورِ...وبالعذابِ يَوْمَ نَفْخَ الصُّوْرِ
كم حُرَّةٍ للمصطفى هتَكْتُمُ...وكم دَمٍ لوُلْدِه سَفكتُمُ
يا أُمَّةَ الخِذْلانِ والكُفْرانِ...وَعُصْبَةَ الضلالِ والشيطانِ
بأي عينٍ تبصرونَ جَدَّه...وَقد فعلتُمْ ما فعلتُمْ بعده
جَزَرْتُمُ جَزْرَ الأضاحي نسله...وسقتُم سوقَ الإماءَ أهلَه
نسيتم إحسانَ يومَ الفتحِ...نَسِيتمُ فيه جَميلَ الصَفْحِ
قد كنتم لولا بدورُ هاشمِ...سِرّاً يضيعُ في ضِلُوعِ كاتمِ
بهم تسنمتُمْ ذُرى المنابرِ...كما عَلوْتُم صَهوةَ المَفاخرِ