لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا...فإذا همُ لا يملكون خِطابا
يدعو ألستُ أنا ابنَ بنتِ نبيِّكم...وملاذَكم إنْ صرفُ دهرٍ نابا
هل جئتُ في دين النبيِّ ببدعةٍ...أم كنتُ في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ...وأودع الثِقلينِ فيكم عترةً وكتابا
إنْ لم تَدينوا بالمعاد فراجعوا...احسابَكم إن كنتمُ أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظِه...إلا الأسنةَ والسهامَ جوابا
حتى إذا أسِفَتْ عُلوجُ أميةٍ...أنْ لا ترى قلبَ النبيِّ مصابا
صلَّتْ على جسمِ الحسينِ سُيوفُهم...فغدا لساجدةِ الظُبى محرابا
ومضى لهيفا لم يجدْ غيرَ القَنا...ظِلّاً ولا غيرَ النجيعِ شرابا
ظمآنَ ذابَ فؤادُه من غُلَّةٍ...لو مسّتِ الصخرَ الأصمَّ لذابا
لهفي لجسمِكَ في الصعيد مجرَّدا...عُريانَ تكسوه الدماءُ ثيابا
تَرِبَ الجبينِ وعينُ كلِّ موحِّدٍ...ودَّتْ لجسمِكَ لو تكونُ ترابا
لهفي لرأسِك فوق مسلوبِ القنا...يكسوه من أنوارِه جِلبابا
يتلوا الكتابَ على السِنانِ وإنما...رفعوا به فوقَ السنانِ كتابا