في رثاء الحسين (عليه السّلام)
بأبي الظامي على نهرِ الفرات...دمهُ روَّى حدودَ المرهفات
***
لستُ أنساهُ وحيداً يستجير...ويناديهم ألا هَلْ من مجير
ويرى أصحابهُ فوقض الهجير...صُرَّعاً مثلَ النجومِ الزاهرات
***
فدعاهم وهمُ فوقَ الرغام...جُثَّمٌ ما بينَ شيخٍ وغلام
نومكم طالَ فقوموا يا كرام...وادفعوا عن حرمِ اللّهِ الطغاة
***
لِمََ أدعوكم فلا تستمعون...أمللتم نصرتي أم لا تعون
بكمُ قد غدرَ الدهرُ الخؤون...ورماكم بسهامِ الحادثات
***
ثمّ ألوى راجعاً نحو الخيام...قائلاً منّي عليكنّ السّلام
فتطالعنَ لتوديعِ الإمام...وتهاوينَ عليهِ قائلات
***
مَنْ لنا بعدكَ يا خيرَ كفيل...إن حدا الحادي ونادى بالرحيل
وابنكَ السجّادُ مطروحٌ عليل...لم يطق حفظَ النساءِ الضايعات
***
سيّدي إن فاتنا السعي إليك...لترانا صُرَّعاً بين يديك
لم يفتنا الوجدُ والنوحُ عليك...أبدَ الدهرِ وجذبِ الحسرات
***
أبدَ الدهرِ لنا دمعٌ سكوب...وعلى نارِ الجوى تطوي قلوب
لا نذوقُ الماءَ إلاّ وتذوب...أنفسٌ منّا بنارِ الزفرات
***
بادرَ الرجسُ ( خولَّي ) ورمى...حجراً شجَّ الكتابَ المحكما
فأرادَ السبطُ مسحاً للدما...ليرى في مقلتيهِ مَنْ رماه
***
لا تسلني بعدَ هذا ما جرى...غيرَ أنّ العرشَ أهوى للثرى
وغدا الإسلامُ محلولَ العرى...وبكى الدينُ على حامي حماه
***
نكبةٌ دهياءُ من فجعتها...أخرجت زينبَ من خيمتها
تصدعُ الأكبادَ في ندبتها...حين وافته تنادي واحماه
***
أنتَ تمضي لأخيكَ المجتبى...وترى جدّاً وأُمّاً وأبا
وأنا أذهبُ في ذلِّ السبا...ليزيدَ وأراني وأراه
***