تشُبُّ بقلبيْ نارُ وجدي وتَضرِمُ...لذكراكَ يا ليلَ الوداعِ مُتيَّمُ
وهيهات أنْ أسلو مصائبَ كربلا...وتلك بَكاها قبلُ طه المكرَّمُ
فما زلتُ في بحرٍ من الحزنِ والشَجا...أعوم وطرفي بالكَرى لا يُهوَّم
مدى العمرِ لا أنسى عقيلةَ حيدرٍ...عشيةَ أمستْ والقضاءُ مخيِّم
تودِّع أهليها الكرامَ وتنثني...مع الليل من فرطِ الأسى تتكلم
تقول له يا ليلُ رفقا بحالِنا...فأنت بنا من شمسِ صبحِك أرحم
بربِّك لا تُبدِ الصباحَ فإنه...صباحٌ به جيشُ الضلالةِ يهجم
أَطِلْ لوداع الطاهراتِ حماتَها...فصبحُكَ فيه منهمُ يُهرَقُ الدم
أنا زينبُ الكبرى سليلةُ أحمدٍ...وهذا حسينٌ والزمانُ محرَّم
وهذي جيوشُ الظالمين تراكمت...علينا فهل فيما يريدون تعلم
يريدون قتلَ ابنِ النبيِّ وصحبَه...وإنك تدري من حسينٍ ومَن همُ
شكت همَّها للّيلِ والليلُ أخرسٌ...وزينبُ حيرى والفؤادُ مكلَّم
ومرّ عليها وقتُه وتصرَّمت...دقائقُه والصبحُ بالشرِّ مفعَم
ولاقت مصابا لو اُصيب ببعضِه...أشَمُّ الرواسي الشامخاتُ يُهدَّم
لقد شاهدت قتلَ الحسينِ بعينها...وهل منه أدهى في الزمان وأعظم