صاح دهري ولم أكنْ بالجَزوعِ...قد رماني بكل خطب مَضيعِ
وسقاني كؤوسَ همٍّ وحزنٍ...سلبتْ راحتي واُحنتْ ظلوعي
ذا لكم حين صاح ليلا حسينٌ...يا بني هاشمٍ بصوت رفيع
هذه ليلةُ الوداعِ فقوموا...بعد لَبسِ القلوبِ فوقَ الدروع
ودعوا الطاهراتِ وابكوا عليها...وهي تبكيكمُ بحُمرِ الدموع
حرَّ قلبي لزينبِ الطهرِ لمـّا...أقبل الطاهرون للتوديع
رأت الأمَّ تلثم الابنَ شوقا...وكذا الابنُ ينحني بخضوع
يلثم الوالدَ الحنونَ فيحنو...فوقه من أسىً بقلبٍ وجيع
لست أسطيعُ وصفَ حالة سبطِ الـ...ـمصطفى صاحبِ المقامِ الرفيع
فهو طورا يرنوا العيال وطورا...يرسل الطرفَ نحوَ مهد الرضيع
حيث يدري بطفله سوف يُرمى...وعن الماء يرتوي بالنجيع