هذه دارهم تُهيج شجوني...كيف حبسُ الدموع بين الجفونِ
جودي بالدمع فوق خدَّيَّ جودي...هذه دارُ صحبِنا يا عيوني
بعدوا والبعادُ أمر مريب...وبما لا أطيقه حمّلوني
واصلوني دهرا وما كنتُ أدري...بعدَ وصلٍ ورحمةٍ يهجروني
ودعوني وأودعوا السهمَ قلبي...ليتني ما بقيت مذ ودعوني
أيها اللائمون كفّوا ولكن...بمصابِ ابنِ فاطمٍ ذكِّروني
تلك ذكرى بها تهون الرزايا...وهي من أمهات ريبِ المنونِ
تَركت زينبا تنادي حسينا...يا ابن أمي ووالدي روعوني
غيرتني مصائبُ الطفِّ حتى...أن من يعرفوني لم يعرفوني
صرت أدعو بين العدى يا حُماتي...وهمُ راقدون ما سمعوني
ليتهم شاهدوا عَنايَ وذُلّي...وسياطَ القساةِ فوق متوني
كنت ما بينهم جليلةَ قدرٍ...لكنِ اليومَ في السبا تركوني
فإذا ما ندبت جَدّاً وعماً...وأباً في سياطهم ضربوني