يا وقعةَ الطف كم أوقدتِ في كبدي...وطيسَ حزنٍ ليوم الحشرِ مسجورا
كأنَّ كلَّ مكانٍ كربلاءُ لدى...عيني وكلَّ زمانٍ يومُ عاشورا
لهفي لظامٍ على شاطي الفراتِ قضىٍ...ظمآنَ يرنو لعذبِ الماءِ مقرورا
لا غروَ إن كسفت شمسُ الضحى حزناً...على من اقتبست من نوره نورا
يا ليت عينَ رسولِ اللهِ ناظرةٌ...رأسَ الحسينِ على العسّالِ مشهورا
وجسمُه نسجتْ هُوجُ الرياحِ له...ثوبا بقاني دمِ الأوداجِ مزرورا
إنْ يبقَ ملقىً بلا دفنٍ فإنَّ له...قبرا بأحشاءِ مَن والاه محفورا
لم يشف أعداه مثل القتل فابتدرت...تجري على جسمه الجرد المحاضيرا
ويلَ ابنِ آكلةِ الأكبادِ كم جلبتْ...يداه للدينِ كسرا ليس مجبورا
لم يكفِه قتلهُ أبناءِ فاطمةٍ...حتى سبا الفاطيماتِ المقاصيرا
لهفي على خفراتِ المصطفى هُتكتْ...أستارُها بعد ما عُرّدْنَ تخديرا
ينظرن أرؤسَ قتلاهنَّ سائرةً...إمامُها بينها السجاد مأسورا
مَن مبلغُ المرتضى أن العدى صدعتْ...أهليه نصفين مقتولا ومقهورا