فيا راكبا مهريةً شَأَتِ الصَّبا...كأنَّ لها برقَ الغَمامِ زمامُ
إذا جُزْت في وادي قِبا قُل بعَولةٍ...أهاشمُ قومي فالقعودُ حرامُ
لقد حلّ فيكم حادثٌ أيُّ حادثٍ...هوت فيه للدينِ الحنيفِ دعامُ
قضى السبطُ ظمآنَ الفؤادِ وشلوُه...لبين المواضي والرماح طعامُ
وقد قُطعت أوداجُه بشَبا الظبى...ورُضّت له بالصافنات عظامُ
وأعظمُ رزءٍ زلزل الكون خلبُه...ودَكَّ الراوسي فهي منه رِمامُ
هجومُ العِدى بغياً على حُجْبِ أحمدٍ...ولم يُرعَ فيها للنبي ذِمامُ
فبينا بناتُ الوحي في الخدرِ إذ به...أحاط لسلبِ الطاهراتِ طُغامُ
ففرَّتْ من الأعداءِ حسرى مروعةً...لها الصونُ سِترٌ والعَفافُ لثامُ
تجيلُ بطرفٍ لِلحماة فلا ترى...سوى جُثثٍ قد غالهن حِمامُ
فنادت وقد عضّ المصابُ فؤادَها...وشبّ لها بين الضلوع ضَرامُ
فرقّ لها قلبُ العدو كآبةً...وناهيك رزءٌ رقَّ فيه لِئامُ