فار تَنورُ مقلتيَّ فسالا...فَغَطى السهلَ موجُه والجبالا
وطَفَتْ فوقه سفينةُ وجدي...تحمل الهمّ والأسى أشكالا
عصفت من شراعها وهو نار...عاصفات الضنا صَباً وشَمالا
فهي تجري بميزدٍ غيرِ ساجٍ...تُرسلُ الحزنَ والأسى إرسالا
فسمعتُ الضوضاءَ من كلِ فجٍّ...كلُّ لحنٍ يُهيّجُ الإعوالا
قلتُ ماذا عرى أميمُ فقالت...جاء عاشورُ واستهلّ الهلالا
قلت ماذا عليَّ فيه فقالت...ويكَ جَدّدْ لحزِنه سربالا
لا أرى كربلاءَ يسكنها اليومَ...سوى من يرى السرورَ محالا
سُميتِ كربلاءَ كي لا يرومَ...الكربُ منها إلى سواها ارتحالا
فاتخذها للحزنِ دارا وإلا...فارتحل لا كُفيتَ داءً عضالا
أيها الحزنُ لا عدمتُكَ زدني...حرقةً في مصابِه واشتعالا
لست ممن تراه يوما جزوعا...تشتكي عينُه البكاءَ ملالا
أنا والله لو طحنتُ عظامي...واتخذتُ العمى لعيِني اكتحالا