إلى مَ تقضي العمرَ في طاعةِ الهوى...وعن طاعةِ المولى الجليلِ تَجَنَّبُ
وتركن للدنيا وإنك عالم...بها كيف في أحوالها تتقلبُ
فتُبْ قبل أن يغتالك الموتُ واغتنم...نجاةً فإن الموت ما منه مهربُ
وشمّر لما يرضى المهيمن فعلَه...فكل امرئٍ يُجزى بما كان يَكسبُ
كما شمرّتْ بالطف صحبُ ابنِ فاطمٍ...فراحت بها الأمثال للحشر تُضربُ
سطت ورحى الهيجاءِ تطحن شوسَها...ووجهُ الضحى في نقعِها متنقبُ
فما لسوى العلياءِ تاقت نفوسُهم...ولم تُلفَ في شيء سوى العزِّ ترغبُ
وما برحت تُغري المواضي لحومُها...ومن دمها السمرُ العواسلُ تشربُ
إلى أن تهاووا كالكواكب في الثرى...ومن بعدهم ياليت لا لاح كوكبُ
هنالك للهيجاء هبَّ ابنُ فاطمٍ...له الحزم رمحٌ والحفيظةُ مِقْضَبُ
وراح ارتجالا يُنشيءُ الموتَ للعدا...وبتّارُه في ضربِه عنه يُعربُ
له اللهُ فردا لم يجد ناصرا له...ولا لنداهُ ابنٌ مجيب ولا أبُ
وتعبث بالماء الزُلال طَغامُها...ونار الضَما ما بين أحشاهُ تلهبُ
يزيدُ الخنا في عرشه متقلب...ويمسي حسينٌ في الثرى يتقلبُ
أبا حسنٍ تغضي وتَلتذُّ بالكرى...وبالكف أمست تستر الوجهَ زينبُ
أبا حسن ترضى صفاياك في السبا...ونسوةُ حرب في المقاصير تُحجبُ
ويُهنيك عيشٌ والعقائلُ حُسَّرٌ...إذا ما بكت بالأصبحية تُضربُ