اَرقتُ ولم ترقَ الدموعُ ولا خَبَتْ...بجنبيَّ نارٌ للجوى تَتضرَّمُ
ذكرتُ السيوفَ الغرَّ من آل هاشمٍ...غدت بسيوف الهندِ وهي تَثلَّمُ
ولم يبقَ السبطُ في الجيش مفرداً...ولا ناصرٌ إلا حسامٌ ولهذَمُ
لئن عاد فردا بين جيشٍ عَرمرمٍ...ففي كل عضو منه جيشٌ عرمرمُ
كأن لديه الحرب إذ شب نارها...حدائق جنات وانهارها دمُ
كأنَّ الحسامَ المشرفيَّ بكفِّه...عذابٌ من الجبَّار يَصلاه مُجرِمُ
كأنَّ الرماحَ الخطَّ أقلامُ كاتبٍ...يَخُطّ بها والموتُ يقضي ويحكمُ
إلى أنْ هوى فوق الصعيدِ فمذ هوى...هوى عَمَدُ الدينِ الحنيفُ المقوِّمُ
هوى ظاميا لم يُروَ منه غليلُه...ومن نحرِه يُروى الحسامُ المصمَّمُ
أيدري قسيمُ النارِ أنَّ سليلَه...قضى وهو للأرزاءِ فيءٌّ مقسَّمُ
فلهفي لخدرِ المصطفى بعد نهبِه...وسلبِ أهاليه به النارُ تُضرَمُ
ولهفي لربات الخدورِ وقد غدت...على خدرها الأعداءُ بالخيل تَهجِمُ
ولهفي لآلِ اللهِ تُسبى حواسرا...ولا ساترٌ إلا لها الصونُ يَعصمُ
تَكُفُّ عيونَ الناظرين أكفُّها...ويَعصمُها عن اعين الناس مِعْصَمُ
تشاهد رأسَ السبطِ فوقَ مُثقَّفٍ...فينهلُّ منها الدمعُ كالغيث يُسجَمُ