وانصاع حاميةُ الشريعةِ ظامئا...ما بَلَّ غُلَّته بعذب فراتِها
أضحى وقد جعلتْه آلُ أميةٍ...شبحَ السِهامِ رَميَّةً لرُماتِها
حتى قضى عَطَشَا بمعتَركِ الوغى...والسمرُ تصدُرُ منه في نهلاتِها
وجرت خيولُ الشركِ فوقَ ضُلوعِه...عَدْواً تجول عيه في حَلَباتِها
ومخدراتٍ من عقائلِ أحمدٍ...هَجَمَتْ عليها القومُ في أبياتِها
من ثاكلٍ حرّى الفؤادِ مروعةٍ...أضحتْ تُجاذبُها العِدى حِبراتِها
ويتيمةٍ فَزِعَتْ لجسم كفيلِها...حسى القناعِ تَعُجُّ في أصواتِها
أهوتْ على جسمِ الحسينِ وقلبُها...المصدوعُ كاد يذوب من حسراتِها
وقعت عليه تَشَمُّ موضعَ نحرِه...وعيونُها تَنهلّ في عَبَراتِها
ترتاع من ضربِ السياطِ فتنثني...تدعو سرايا قومِها وحُماتِها
أين الحفاظُ وفي الطفوف دمائُكمْ...سُفكت بسيف أميةٍ وقَناتِها
أين الحفاظُ وهذه أشلاؤكم...بَقِيَتْ ثلاثا في هجير فَلاتِها
أين الحفاظُ وهذه أطفالُكم...ذبحت عُطاشا في ثرى عَرصاتِها
أين الحفاظ وهذه فتياتُكم...حُملت على الأقتاب بيد عداتِها
حُملت برغمِ الدينِ وهي ثواكل...عبرى تُردِّدُ بالشجى زَفَراتِها
فمن المعزِّي بعد أحمدَ فاطما...في قتل أبناها وسبيي بناتِها