وليس كيوم الطفِّ يومٌ فإنَّه...أسال من العين المدامعَ عَندما
غداةَ استفزتْ آلُ حربٍ جموعُها...لحرب ابنِ مَن قد جاء بالوحي مُعلما
وكرَّ ففرَّتْ منه عدْواً جموعُهم...فرارَ بغاتِ الطيرِ أَبصرْنَ قشعما
يقاسمُ منه الطرفُ والقلبُ فاغتدى...يكافح أعداءً ويرعى مخيما
ولـّما جرى أمرُ القضاءِ بما جرى...وقد كان أمرُ الله قدْرا محتَّما
فلهفي لآلِ اللهِ بعد حماتِها...وقد أصبحت بين المضلِّين مَغنما
فأضحى لُقىً في عرصة الطفِّ شِلْوُه...تَرُضُّ العوادي منه صدرا معظِّما
إذا استنجدتْ فتيانَها الصِيدَ لم تجد...برغم العُلى غيرَ العليل لها حمى
حواسَر من بعد التخدُّر لا ترى...لها ساترا إلا ذراعا ومِعصما
وزينبُ تدعو والشجا يستفزها...أخاها ودمع العين ينهلّ عَندما
أخي يا حمى عزي إذا الدهر سامني...هوانا ولم يترك لَي الدهرُ من حمى
لقد كان دهري فيكَ بالأمسِ مشرقا...فها هو أمسى اليومَ بعدك مظلما
وقد كنت لَي طوداً ألوذ بجنبه...وكفها متى خطبٌ ألَّم فألّما
رحلتَ وقد خلفتَني بين صبيةٍ...خماصِ الحَشا حرَّى القلوبِ من الظما