هي زينبٌ لو كنتَ تعرف زينبا...شَئَتِ الورى اُمَّا وبزتْهمْ أبا
أختُ الحسينِ ومن أتمتْ بعده...نهجَ الجهادِ وقارعت نُوبَ السِبا
وتعلمت من أمها مكنونَ منا...أوحى النبيُّ لها وما قد غُيبِّا
حتى إذا وافى المحرَّمُ واغتدت...بالطف ثاكلةً بمن سنّوا الإبا
أبدت جميلَ الصبرِ وهي وقورةٌ...لم تَشكُ مما نابها واعصوصبا
رأت الحماة مجزرينَ على الثرى...وجسومُهم نهبُ الأسنةِ والضبا
رأتِ العدى تبتزُّ منها حُليَها...خمارَها والنارُ تلتهم الخبا
رأتِ الرؤوسَ على الرماح مُشالةً...والسوطُ يَقرَعُ متنَها إن تنحبا
ورعت يتامى صارخين ومالهم...من مُصرخٍ وحمت عليلا متعبا
لله ما احتملتْه بنتُ المصطفى...في السبي إذ لم تَلفِ ندبا طيِّبا
يحدوبها عِلجٌ بغير ترفّقٍ...فيجوب بيداءً ويقطع سَبْسَبا
وينال من سبّ الوصي وشتمِه...يالَلْرزيةِ وهي تندب وا أبا