أوما أتاك حديثُ وقعةِ كربلا...أنّى وقد بلغ السماءَ قَتامُها
يومٌ أبو الفضلِ استجار به الهدى...والشمسُ من كَرَدِ العَجاجِ لِثامُها
والبيضُ فوقَ البيضِ تحسبُ وقعَها...زجلَ الرعودِ إذا اكفهرَّ غَمامها
فحمى عرينتَه ودمدمَ دونها...ويذُبُّ من دون الشَرى ضِرغامها
بطلٌ أطلَّ على العراقِ مجليَّا...فأعصوصبت فِرَقَا تمور شآمها
فكأنّه صقرٌ بأعلى جوِّها...جلّى فحلّق ما هناك حَمامها
فهنالكم ملك الشريعة واتكى...من فوق قائم سيفهِ قِمقامها
وكذاكمْ ملأَ المزادَ وزمّها...وانصاع يرفُلُ بالحديد هُمامها
حتى إذا وافى المخيمَ جلجلتْ...سوداءَ قد ملأ الفضا إزرامها
حسمت يديه يدُ القضاءِ بمبرم...ويدُ الهدى لم يُنتقَضْ إبرامها
الله أكبرُ أيُّ بدرٍ خرَّ من...اُفقِ الهدايةِ فاستشاط ظلامها
تاللهِ لا أنسى ابنَ فاطمَ إذ جلا...عنه العجاجةَ يكفهر قَتامها
وهوى عليه ما هنالِكَ قائلا...اليومَ بان عن اليمين حُسامها
اليومَ سار عن الكتائب كبشُها...اليومَ غاب عن الصلاةِ إمامها