عينُ جودي عَلى الشَهيد القَتيل...وَاِترُكي الخَدَّ كَالمحلِّ المُحيلِ
كَيفَ يَشفي البُكاءُ في قَتلِ مولا...يَ امامِ التَنزيلِ وَالتَأويل
وَلَو اِنَّ البحارَ صارَت دُموعي...ما كَفَتني لِمُسلِم بن عَقيلِ
قاتَلوا اللَهَ وَالنَبِيَّ وَمولا...هُم عَلِيّا اِذ قاتَلوا اِبنَ الرَسولِ
صَرَعوا حَولَهُ كَواكِبَ دجنٍ...قَتَلوا حَولَه ضَراغِمَ غيل
اخوَة كلُّ واحِدٍ مِنهُم لَيثُ...عَرينٍ وَحَدُّ سَيفٍ صَقيل
أَوسَعوهُم طَعناً وَضَرباً وَنَحراً...وَاِنتِهاباً يا ضلةً مِن سَبيل
وَالحسنُ المَمنوع شُربَةَ ماءٍ...بَينَ حرِّ الظَبي وَحرِّ الغَليلِ
مُثكَلٌ بِاِبنِهِ وَقد ضَمَّهُ وَه...وَ غَريق مِنَ الدِماءِ الهمولِ
فَجَعوهُ من بَعدِهِ بِرَضيعٍ...هَل سَمِعتُم بِمُرضِعٍ مَقتول
ثُمَّ لَم يَشفِهِم سِوى قَتل نَفسٍ...هيَ نَفسُ التَكبيرِ وَالتَهليل
هيَ نَفسُ الحُسَينِ نَفسُ رَسولِ...اللَهِ نَفسُ الوَصي نَفس البتولِ
ذَبَحوهُ ذَبحَ الأَضاحي فَيا قَلبُ...تَصدَّع عَلى العَزيزِ الذَليل
وَطَأَوا جِسمه وَقَد قَطَّعوهُ...وَيلَهُم مِن عِقابِ يَومٍ وَبيل
أَخَذوا رَأسَهُ وَقَد بَضَّعوهُ...اِن سَعيَ الكُفار في تَضليلِ
نَصَبوه عَلى القَنا فَدِمائي...لا دُموعي تَسيلُ كلَّ مُسيلِ
وَاِستَباحوا بنات فاطِمَة الزَهراء...لمّا صَرَخنَ حَولَ القَتيل
حَمَلوهُنَّ قَد كُشِفنَ عَلى الأَقتابِ...سَبياً بِالعُنفِ وَالتَهويلِ
يا لِكربٍ بِكَربلاء عَظيمٍ...وَلرزءٍ عَلى النَبِيِّ ثَقيلِ
كَم بَكى جِبرئيلُ مِمّا دَهاهُ...في بنيهِ صَلّوا عَلى جبرئيل
سَوفَ تَأتي الزَهراءُ تَلتَمِس الحكمَ...اِذا حانَ مَحشَرُ التَعديلِ
وَأَبوها وَبَعلِها وَبَنوها...حَولَها وَالخِصامُ غَير قَليل
وَتُنادي يا رب ذُبِّح أَولادي...لِماذا وَأَنتَ خيرُ مديل
فَيُنادى بِمالِكٍ أَلهَب النارَ...وَأَجَّح وَخُذ بِأَهل الغلول
وَيُجازى كُلٌّ بِما كانَ مِنهُ...من عِقابِ التَخليدِ وَالَتنكيلِ
يا بَني المُصطَفى بَكيتُ وَأَبكَيتُ...وَنَفسي لَم تَأتِ بَعدُ بِسولي
لَيتَ روحي ذابَت دُموعاً فَأَبكي...لِلَّذي نالكُم مِنَ التَذليل
فَوَلائي لَكُم عتادي وَزادي...يَومَ أَلقاكُمُ عَلى سَلسَبيلِ
ليَ فيكُم مَدائِحٌ وَمراثٍ...حُفِظَت حِفظَ محكَم التَنزيلِ
قَد كَفاني في الشَرقِ وَالغَربِ فَخراً...أَن يَقولوا مِن قيلَ اِسماعيلِ
وَمَتى كادَني النَواصِبُ فيكُم...حَسبِيَ اللَهُ وَهوَ خَيرُ وَكيلِ