وأقبل ليثُ الغابِ يهتف مُطرِقا...على الجمع يطفو في الألوف ويرسِبُ
إلى أن أتاه السهمُ من كفِّ كافرٍ...ألا خاب باريهِ وضلَّ المصوب
فخرَّ على وجهِ الترابِ لوجهه...كما خرَّ من رأسِ الشناخيب أخشب
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينبا...عشيةَ جاءت والفواطمُ زينب
عراها الأسى حتى استباح اصطبارَها...وأذْهَلها حتى استبان المنقَّب
أتت وهي حسرى الوجهِ مما يَروعُها...و كم حاسرٍ في صونه يتعجَّب
تَحِنُّ فيجري دمعُها فتُجيبها...ثواكلُ في أحشائِها النارُ تَلهب
بأوهى قوىً منهن ساعة فارقت...حسينا ونادى سابقُ الركبِ ركَّبوا
فَرُكِّبنَ حسرى لا قناعَ ولا غِطا...سوى الصونِ يَحمي والأشعةُ تَحجِب
ورِحنَ كما شاء العدوُّ بلوعةٍ...يذوب الصفا منها ويَشجى المـُحصِب
اُسارى بلافدٍ ولا من مناجد...يُعنِّفها حادٍ ويَعِنفُ مُركِب
إلى الله أشكو لوعةً عند ذكرِهم...تَسُحُّ لها العينانِ والخدُّ يَشرب
بناتُ رسولِ اللهِ تُسبى حواسرا...ونسوتُكم في الصَون تُحمى وتُحجَبُ