القلبُ أزمعَ عن هواه وأعرضا...لما نأى عنه الشبابُ مقوِّضا
فالشيب داعيةُ المنونِ وواعظً...بمثابِ حجةِ فاحصٍ لن يُدحضا
أوَ بعد ما ذهب الصِبا أيدي سبا...ترجو البقاءَ أسالمتْك يدُ القضا
هيِهاتَ فاتَك ما تروحُ فإنه...وَطَرٌ تقضّى من زمانِك وانقضى
وأقِمْ لنفسِك مأتما حيث الذي...أضحى يؤمُّك عنك أمسى معرضا
فالجسم أنحله الفتورُ وعاثَ في...أحشاكَ عضْبُ النائباتِ المنتضى
رَوِّحْ فؤادَك بالتقى وأرِحْ به...نفساً بيوم مَعادِها تلقى الرضا
واندب أئمتَك الكرامَ فقد قضى...هذا الزمانُ عليهمُ ما قد قضى
ما بين من لعب السُمامُ بقلبه...فوهى وكان لشانِئيه ممرضا
ومن اغتدى طعمَ السيوفِ بمعرك...لقنا نفوس الدارعين تمخّضا
فانظر بين القلبِ قتلى كربلا...حيت العدو بجمعه سدَّ الفضا
بأبي الذين تسرّعوا لِحمامهم...دون الحسينِ فاحرزوا عينَ الرضا
ما شاقهم زهرُ الجِنانِ إلى الردى...وحريرُ سُندسِها وعيش يرتضى
لكنما غَضَباً لدين إلهِها...قامت لنصر المجتبى بن المرتضى