ألِلبلايا وللأسقامِ تُبقيني...أمْ للرزايا وللآلامِ تُذريني
يا والدي مَن إذا سافرتَ يَرحمُني...ومن من الخوفِ والأهوالِ يحميني
وإن تعاظَمَتِ الحُمّى على جسدي...أغيرُ كفِّكَ ماءَ البُرءِ يَسْقيني
وأنتَ تدري بما في الروحِ يا أبَتي...فكيفَ يا مُبتَغى روحي تُخَلّيني
وَحْدي وَدارُكَ والأحبابُ موحِشَةٌ...وكلُّ زاويةٍ فيها سَتَسبيني
فَتِلك أركانُها فيكمْ تُذكّرُني...وتلك حيطانُها عنكمْ تُحاكيني
وتلكَ صورةُ عبدِ اللهِ في حَدَقي...كأنَّه يا أبي مِنْها يناغيني
فكيفَ أنساهُ ليتَ العينَ ما نَظرتْ...رحيلَكُمْ ليتني وُسِّدْتُ في حيني
وذي سكينةُ لا أنسى مودَّتها...وكيف كانت على البلوى تُواسيني
وكيف كانت على زنَدٍ تُوَسِّدُني...منها وعن ليلِ أوجاعي تُسلِّيني
وعمَّتي كيف أنساها وقد مَلَكَتْ...قلبيْ فإنْ رَحَلَتْ مَن ذا يُداويني
يا كربلاءُ أخذتِ الكلَّ في عَجَلٍ...منّي وما عادَ لي مَن كانَ يَبْكيني