فصلٌ
في ذكر أبي الفضل العباس عليه السلام
إنَّ أَحَقَّ الناسِ بالبكاءِ...والنوْحِ والعَويلِ والرِّثاءِ
فتىً بَكى لِفَقْدِه سِبطُ الهدى...وبَعده بانَتْ شَماتَةُ العِدى
ساقي العطاشى وابنُ ساقي الكوثرِ...والأسَدُ الضرغامُ شبلُ حيَدرِ
ذاكَ أبُو الفَضلِ معَ الفَضائلِ...وخَيرُ حامٍ للهدى وكافلِ
أَوْدى الرّدى بالفارسِ المِغوارِ...أَوْدى بكَبشِ الفَيلقِ الجَرّارِ
بالبَطلِ الغَضَنْفَرِ الأبيِّ...بالناصِحِ المحُتسِب الوفيّ
بالصابرِ المجاهدِ المحامي...والناصِرِ الحافِظِ للذّمامِ
جاهدَ في الله عِداه مُخلِصا...وقَدْ أَطاعَ رَبَّه وما عَصَى
فَلَّ الرّدى من هاشمٍ صَمْصاما...وهدَّ من عَليائِها دِعاما
مَضى على بَصيرةٍ مِنْ أَمْرِه...فعَزَّ دينُ المصطفى بنَصْرِه
لَقدْ فَدى بنَفسِه أَخاه...وذَبَّ حتى قُطِعَتْ يَداه
جاءَ إليه وانْحَنى عَليه...ودَمعُه قد فاضَ من عَينيه
وقَدْ دَعاه بلِسانِ الحالِ...وفي لسانِ الصِدقِ والمقالِ
أُخيَّ يا عَوْني ويابنُ والدي...يا عَضُدي يا ناصِري يا ساعِدي
لقد كَسرتَ يا أُخيَّ ظَهري...وحِيلَتي قَلَّتْ وعِيْلَ صَبْري
أُخيَّ مَنْ يَحْمِلُ لِي لِوائي...ومَنْ يُعينُني على أَعدائي
وكيفَ من بَعدِكَ تُحمَى الحُرَمُ...إنْ صِرن يَسْتَرْحُمْن مَنْ لا يَرْحَمُ