فصلٌ
في يوم عاشوراء وبعض آدابه
لو كانَ يَدْري يومُ عاشُوراءِ...ما كانَ يَجْرِي فيه مِنْ بَلاءِ
ما لاحَ فَجْرُه ولا اسْتَنارا...ولا أَضاءَتْ شَمسُه نَهارا
سَوَّدَ حُزْناً أَوجُه الأَيامِ...بَلْ أَوْجُه الشهورِ والأَعوامِ
الله ما أَعْظَمَه مِنْ يَومِ...أزالَ صَبْرِي وأَطارَ نَوْمِي
اليومَ أهلُ آيةِ التطهيرِ...بَينَ صَرِيعٍ فيه أوْ عَفِيرِ
اليومَ قدْ ماتَ الحِفاظُ والوَفا...اليومَ كادَ الدِينُ يَقْضي أَسَفا
اليومَ نامتْ أعيُنُ الأَعداءِ...وسَهدَتْ عيُونِ ذِي الوَلاءِ
ويْلي وهلْ يُجْدِي حَزِيناً وَيْلُ...لأَضْلُعٍ تَدُوسُهنَّ الخيلُ
وأَرأُسٍ لها الرِماحُ تَرْفَعُ...وجُثَثٍ على الصَعِيدِ تُوضَعُ
وثاكِلٍ تَبْدُو مِنَ الخِدُورِ...تَعُجُّ بالوَيلِ وبالثُّبورِ
ومُرضِعٍ تَرنُو إلى رَضِيعِ...على التُرابِ فاحِصٍ صَرِيعِ
ونسوةٍ تُسْبى على النِياقِ...حَسْرى تُعاني ألَمَ الوِثاقِ
أَهمُّ شَيءٍ لِذَوِي الوَلاءِ...أَنْ يَجْلِسُوا للنَّوحِ والعَزاءِ
فيه تُقامُ سنَنُ المُصابِ...والترْكُ للطَعامِ والشرابِ