أضف الموضوع
الشاعر المرحوم الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي
03/01/2020م - 4:15 ص | عدد القراء: 543
فاطمة الزهراء عليها السلام
غصبوا حقّها جهاراً فأبدوا***كلّما أضمروا لها في الخفاء أنكروا فرض إرثها من أبيها***وهي كانت أقرب الأقرباء حين صدّوا ببدعة ونفاق***فدكاً عن سليلة الأنبياء وهي ممّا أفاء الله لطفاً***لأبيها محمّد عن عطاء ناشدتهم بالله عهداً فعهداً***أن يفيقوا من سكرة الجهلاء فتعاموا عن الهداية جهلاً***حين صمّوا عن منطق العقلاء بعد ردّ منهم بما أثبتته***أنّها نحلة بغير ادّعاء وعليّ وأُمّ أيمن للزهراء***كانا من خيرة الشهداء وكفى حجّة على عهد طه***بيديها كانت بعدل القضاء غير أنّ النفوس بالغيّ مرضى***من قديم وما لها من شفاء يا بني قيلة(1) أأهضم إرثي***من أبي جهرة بشرّ اعتداء بمرأى أنتم ومسمع منّي***في مكان دان بدون تنائي لكم عدّة وخير عديد***وسلاح وسطوة الأقوياء تغيثون صرخة من صريخ***لا تجيبون عند وقت الدعاء أفلستم وُصفتم بصلاح***وعُرفتم في نجدة وإباء خير جند ونخبة قد حُبيتم***لبني أحمد بخير اصطفاء أولستم قاتلتم العرب كدّاً***وتحمّلتم عظيم العناء وقديماً كافحتم دون وهن***أُمّة بعد أُمّة بمضاء حيث كنّا وحيث كنتم جميعاً***معنا في تعاون والتقاء قط لا تبرحون في كلّ حين***بائتمار لأمرنا وانتهاء أفأنتم جبناً تفرّون عنّا***بفراق منكم بدون اتّقاء حين دارت رحى الرشاد ودرَّت***حلبة الدهر في معين الرواء واستكانت للشرك ثغرة غيٍّ***خضعت ذلّةً بدون إباء وعرى فورة الضلال سكوت***وتلاشت نار العمى بانطفاء ونظام الدين استتمّ كمالاً***بعد فوضىً عمّت بكم وشقاء كيف حزتم بعد البيان وصرتم***بعد إعلانكم بهذا الخفاء ونكصتم بعد النهوض نكولاً***ورجعتم للشرك بعد اهتداء فشناراً لكم وبؤساً لقوم***نكثوا عهدهم بدون وفاء أفتخشونهم من الرعب خوفاً***وهو أولى بالخوف والإختشاء فاعملوا إنّكم ستجزون عدلاً***أجر أعمالكم بيوم اللقاء أفأخلدتم إلى الخفض لهوهاً***بعد جدّ في دينكم وعناء ودفعتم عنها الذي هو أحرى***من سواه في منصب الخلفاء وهو أولى بالبسط والقبض منهم***بعد فقدان خاتم الأنبياء ونجوتم بالضيق من كلّ وسع***وخلوتم في رغدة وهناء ما وعيتم مججتم ودسعتم***ما تسوغتم من الإرتواء إن كفرتم ومن على الأرض طرّاً***فهو عن سائر الورى في غناء وأنا قلت كلّ ذلك ردعاً***لكم عن ضلالة الكبرياء بعد علم منّي بجذلة كفر***خامرتكم ورغدة و رياء غير أنّي من نفثة الغيض أُدلي***ببياني وشدّة البرحاء ولحزن من فيضة النفس يطغى***ولتقديم حجّة بيضاء دونكم بالشنار فاحتقبوها***نقبة دبرة بدون وطاء هي موسومة من الله بالسخط***ستبقى عاراً بدون انقضاء وعذاب الجحيم أسوأ عقبى***ومآلاً لكم بيوم الجزاء سيرى الظالمون أيّ انقلاب***لهم عند ساعة الإنتهاء وأنا للبغاة بنت نذير***من شديد العذاب يوم البقاء احتجاج الزهراء على أبي بكر وتناهى بها الحديث فقالت***وهي تدلي بالحجّة البيضاء لأبي بكر وهو يصغي إليها***بين حشد من مجمع الجلساء أبدين الله الذي فيه جاءت***للبرايا شرائع الأصفياء أنت تُعطي إرثاً وأُمنع إرثي***من أبي دون سائر الأبناء مالكم قد تركتم الذكر عمداً***وهو يبدو أمامكم من وراء أخُصصتم بآية أخرجتنا***دون باقي الأبناء والآباء أم بحكم الكتاب أعلم أنتم***من عليّ وأحمد في القضاء أتقولون أهل شرعين كانا***أفلسنا من ملّة الحنفاء هاهو الذكر شاهد ولسان***ناطق صادق بغير افتراء حين أضحى ميراث داود فيه***لسليمان دون أيّ خفاء وليحيى الميراث من زكريّا***وهو أمسى وليّه في الدعاء قال هب لي يا ربّ منك وليّاً***وارثاً لي فأنت ربّ العطاء قال فيه يوصيكم للبرايا***في اقتسام الميراث بعد الفناء مثل حظّ للأُنثيين يكافي***ذكُر من بينكم في العطاء والوصايا للوالدين بخير***حين يبقى خير وللأقرباء وجميع الأرحام أولى ببعض***بعضهم في كتاب ردّ القضاء أفلا تكتفون فيما أتاكم***منه نصّاً وفيه خير اكتفاء فتحمل أعباءها سوف تأسى***حين منها تنوء بالأعباء يوم تلقاك عند حشر ونشر***مثقلاً بالأوزار يوم اللقاء فالزعيم النبي والحكم الله***ونعم الميعاد يوم الجزاء جواب أبي بكر فتصدّى منهم أبوبكر ردّاً***لاحتجاج الزهراء دون ارعواء قال يا بنت أحمد كان طه***برجال الهدى من الرحماء وعلى الكافرين كان عقاباً***وعذاباً صَبّا عظيم البلاء إن عزوناه في انتساب وجدناه***أباك من دون باقي النساء وأخا إلفك الحميم عليّ***دون باقي الأصحاب والرفقاء آثر المرتضى على كلّ خلِّ***واغتدى عونه على الخُصماء لا يواليكم سوى السعداء***ليس يقلوكم سوى الأشقياء أنتم عترة النبي اجتباكم***ربّكم للورى بخير اجتباء وأدلاّؤنا على الخير رشداً***وطريق الجنّة السعداء أنت يا خيرة النساء مقاماً***وابنة الحق خيرة الأصفياء لا تقولين غير صدق وحقٍّ***ليس فيه من ريبة وافتراء غير مردودة عن الحق ظلماً***واغتصاباً من سائر الحُنفاء وأنا ما دعوت سنّة طه***وتحديث رأيه بالقضاء وأنا رائد أيكذب حقّاً***رائد أهله بأيّ افتراء وأنا أُشهد الإله بصدق***وهو بالحقّ خيرة الشهداء إنّني قد سمعت من فم طه***قال إنّا معاشر الأنبياء كلّ فرد يورّث العلم منّا***لبنيه وحكمة الحكماء كلّ ميراث فضّة ونضار***قد تركنا يكون للأولياء فوليّ الأُمور يحكم فيه***حين يقضي بحكمه في استواء ورأينا بأن يكون سلاحاً***وكراعاً لأُمّة الحنفاء فوضعناه فيهما كسواه***لجهاد الكفّار والأشقياء وأنا ما انفردت فيه برأيي***مُستقلاًّ عن سائر الآراء حيث قام الإجماع منهم عليه***باتفاق ما بينهم والتقاء وأنا في يديك حالي ومالي***فاحكمي فيهما بكلّ مُشاء ليس يزوى عليك منّي شيء***لحجاب محصن ووقاء ولأنت الأُم الزكيّة طُهراً***وسموً لولدك الأزكياء ولك العزّ والسيادة فينا***شرفاً بعد فضلك المترائي دون وضع للأصل والفرع طرّاً***منك بعد العلوّ والإرتقاء كلّ حكم عَلَيّ يصدر ماض***نافذ منك ساعة الإمضاء أتريدين أن أُخالف طه***بالذي تطلبين دون اهتداء ردّها على أبي بكر فأجابت سبحان ربّ البرايا***لم يكن قط خاتم الأصفياء صادفاً عن كتابه مستحلاًّ***بعض أحكامه بدون اختشاء فهو طول الحياة ما زال يقفو***أثر الذكر في أتمّ اقتفاء أمع الغدر تجمعون ضلالاً***قولة الزور ساعة الإفتراء مثلما كدتموه حيّاً فهذا***هو كيد له عقيب الفناء فكتاب الإله هذا لعمري***حكم عادل بفصل القضاء كلّ نصٍّ مخالف لكتاب الله***منكم أحقّ بالإمتراء وهو أوحى ميراث داود حقّاً***لسليمان دون أيّ مراء قال هب لي من آل يعقوب بعدي***يرث الفضل خيرة الأولياء وأبان الله الفرائض طرّاً***في المواريث دون أيّ خفاء عند توزيع السهام بعدل***لذويها بدون أيّ اعتداء ما أزاح الرحمن فيه جليّاً***شبهات العمى بدون غشاء إنّما سوّلت لك النفس أمراً***فاصطباراً على عظيم البلاء فتلا قائلاً أبوبكر جهلاً***قولها في صراحة وجلاء صدق الله والرسول وحقّاً***صدقت بنت خاتم الأنبياء معدن الحكمة البليغة ركن الدّين***عين المحجّة البيضاء غير مستنكر خطابك فينا***دون قولي منّي صوابك نائي ها هم المسلمون قد قلّدوني***فتقلّدت منصب الخلفاء وأخذت الذي أخذت بشورىً***واتّفاق وهم من الشهداء غير مستأثر بما كان منّي***دونهم في بداية وانتهاء وهي قالت لهم عقيب التفات***معشر المسلمين والحنفاء كيف أسرعتم عقيب التغاضي***عن قبيح الفعال للإفتراء أفلا تقرءون قرآن ربّي***أنتم في تدبّر واهتداء أم على تلكم القلوب من الريبة***أقفال ضلّة وامتراء بل عليها قد ران ما قد أسأتم***من قبيح الأفعال والأخطاء آخذاً عند ذاك بالسمع منكم***وجميع الأبصار بعد غطاء ساء والله ما به قد أشرتم***واغتصبتم في ساعة الإعتداء عن قريب يكون حملاً عليكم***بعد غبٍّ من أثقل الأعباء عند كشف الغطاءوالستر عنكم***حينما تصبحون دون وقاء بئس للظالمين فالنار مثوىً***ومقرّ لهم بيوم البقاء لم تزل تقرع المسامع منهم***مرتجات باليأس دون رجاء وتهزّ المشاعر الصمَّ لكن***وجدتها كالصخرة الصمّاء ثمّ قامت عنهم لقبر أبيها***تشتكي ما أصابها من بلاء واستكانت لربّها بانقطاع***وأتت بيتها بدون غناء
(1) بني قيلة : قبيلتا الأنصار ; الأوس والخزرج .
|