علي والزهراء (عليهما السلام) ; عتابها لأميرالمؤمنين (عليه السلام)
وعليّ تطلعاً وانتظاراً***لرجوع الزهراء من الرقباءِ
فرنت نحوه بطرف حزين***بين شكوى مريرة وبكاء
وأثيرت منها الشجون وقالت***عتباً يا ابن سيّد البطحاء
قد تواريت فاشتملت احتجاباً***شملةً للجنين خلف غطاء
من توان قعدت دون نهوض***حجرة للظنين دون غناء
ولقد خان فيك من دون ريش***أعزلُ عن منال كلّ رجاء
بعدما قد نقضت قادمة الأجدل***من جانبيك دون بناء
كيف تغضي عنّي وهذا فُلان***بزّني نحلتي بغير اتّقاء
أنا ألفيته الألدّ عداءً***في خصامي من سائرالخصماء
هذه قيلة من الغدر عنّي***حبست نصرها بغير وفاء
وقلاني المهاجرون جميعاً***بعد قطع لوصلهم بجفاء
ولقد غضّت الجماعة دوني***طرفها من غضاضة وعداء
أنا لا دافع بقيت ولا مانع***عنّي يصدّ كلّ اعتداء
وأنا قد خرجتُ كاظمة الغيظ***بنفسي من شدّة الإستياء
ولقد عدت منه راغمة الأنف***هواناً من سطوة الكبرياء
ولعمري أضرعتَ خدّك ذلاًّ***وخضوعاً لهم بدون إباء
حينما قد أضعت حدَّك صبراً***فتبقيت دون أيّ وقاء
وافترشت التراب وافترست غابك***هذي الذئاب دون اتّقاء
قائلاً ما كففت بعد تغاض***طائلاً ما أغنيت أيّ غناء
ليت أنّي قد مُتُّ من دون ذُلّي***واضطهادي من قبل يوم فنائي
وعذيري منه إله البرايا عادياً***بعد محنتي وبلائي
ولنفسي منه وأنت كفيلي***خير حام في ساعة الإحتماء
أنا ويلاي عند كلّ صباح***أنا ويلاي عند كلّ مساء
عضدي قد وهت وقد مات منّي***عَمَدي فاغتديت دون وقاء
أنا عدواي للإله وشكواي***لحزني بخاتم الأنبياء
أنت ربّي أشدّ حولاً وبأساً***ونكالاً منهم بيوم الجزاء
قال وهو الصبور لا ويل حقّاً***لك لكن ويل لأهل العداء
نهنّي يا ابنة النبوّة عن وجدك***صبراً في سلوة وعزاء
أنا والله ما ونيت عن الدين***بيوم ولا عدوت قضائي
وإذا كنت تبتغين بهذا***بلغةً من حطام دار الفناء
فهو للرزق ضامن وكفيل***لك فيه من خيرة الأُمناء
والذي قد أُعدّ خير وأبقى***لك ممّا زووا بدار البقاء
فأجابت وأمسكت هو حسبي***وكفى جازياً بربّ السماء