فدك
فدك قرية من النخل كانت***في مكان عن يثرب غير نائي
قطّ ما أوجفوا عليها بخيل***وركاب في البدء والإنتهاء
فهي من جملة الصفايا لطه***والصفايا لخاتم الأنبياء
وهي ممّا أفاء فيها عليه***ربُّه من كرامة وعطاء
فهي ملك لخاتم الرسل محض***خالص دون سائر الحنفاء
صالح المصطفى اليهود عليها***ليكونوا فيها من الأُمناء
فاصطفاها لنفسه وحباها***نحلة للزكيّة الزهراء
حينما أنزلت عليه وآتوا***حقّ أدنى الأرحام والأقرباء
فدعاها وقال هذا عطاء***لك منّي بأمر ربّ السماء
وهي كانت في عهده بيديها***خير ملك لها وخير حباء
قد أقامت وكيلها وهي حيّ***واستقلّت تصرّفاً في النماء
وأبوبكر حين خُلّف فيهم***بعد فقدان خاتم السفراء
طرد العامل الموكل فيها***لابنة المصطفى بأقسى جفاء
وأتت عنوةً لمسجد طه***وهي تسعى في لمّة من نساء
وأبانت ما جاء في الذكر نصّاً***في المواريث من حكيم القضاء
وأقامت ما حجّه ـ فأتاها ـ ***بعد دحض بالحجّة البيضاء
بحديث ما أنزل الله فيه***آية قط في كتاب السماء
وسواه لم يروه فهو ممّا***خُصّ فيه من بدعة وافتراء
وقد خاصمته أُخرى فقالت***نحلة من أبي بأقوى ادّعاء
وأقامت شهودها فحباها***منه صكّاً بها بغير وفاء
حينما في يديه بعد انتزاع***عمرٌ شقّه بوقت اللقاء
واستمرّت في المنع حتّى تولّى***عمرٌ بعده على الحنفاء
فحباها لأهلها دون منع***بعد دفع من أوّل الخلفاء