باب دار فاطمة (عليها السلام)
وأتوا باب دارها دون إذن***وعليٌّ فيها رهين الفناء
وبأيديهم من الحقد يذكو***قبسٌ مضرمٌ بنار العداء
قيل في الدار فاطم بنت طه***قال شخص «وإن» بغيراختشاء
أحرقوه وبنت أحمد حسرى***تختفي خلفه بغير رداء
فجرى ما جرى على بنت طه***وهي تدعو وراءه ببكاء
من حديث المسمار والضلع منها***وسقوط الجنين إثر الدماء
وأحاطوا بالمرتضى فأضاعوا***ذمّة المصطفى بغير وفاء
حين قادوه بالحمائل ظلماً***ومنالاً منهم بغير اهتداء
وعدت خلفه وعادوا فبئسما***لهم من ثلاثة أشقياء
ألّموها بقسوة وجفاء***دونما رحمة ودون ولاء
بين وكز بنعل سيف ولطم***بان في جفن عينها الحمراء
وسياط تُلوى على عضديها***من يدي قنفذ بأقسى جفاء
وأتوا بالوصي مسجد طه***وهي بالباب أمسكت للدعاء
قيل بايع فقال إن لم أُبايع***قيل تجزى بالقتل شرّ جزاء
قال هل تقتلون لله عبداً***وأخاً للرسول محض الإخاء
فأجابوه أنت لله عبدٌ***لا أخاً للرسول دون حياء
فأرادت كشف القناع فهبّت***شرّ ريح عليهم سوداء
قلعت من أساس مسجد طه***كلّ حيطانه وكلّ بناء
فاستغاثوا بالمرتضى فأغيثوا***بعد يأس منهم بخير رجاء
فأتاها سلمان يعدو وأوحى***بعد أمر من سيّد الأوصياء
بعث الله رحمة ونجاة***للبرايا أباك بعد الشقاء
لا تكوني يا بنت خير البرايا***بعد فقدان خاتم الأنبياء
سبباً في هلاك أُمّة طه***ومثاراً لسخط ربّ السماء
فأجابت لن أترك الباب حتّى***يتركوا حيدراً بلا إيذاء
وإذا بالصياح فيهم دعوه***واتركوه لها من الحنفاء
فأتاها وقال حين رآها***كيف أصبحت يا ابنة الأزكياء
فأجابت إن كنتَ كنتُ بخير***أو بشرّ على صعيد سواء
وأتت بيتها عليلة نفس***قد أُصيبت منهم بأعظم داء
لعن الله أُمّة ظلمتها***وسقتها صبراً كؤوس الفناء