لستُ أنساها!
أيُّ قـــلــبٍ بَــعــدَكُـم لا يَــجــزَعُ ولَــكُـم فـــي كــلِّ أرضٍ مَـصْـرَعُ!
نَـبتدي مِـن يـومِ أن غـابَ الأمـينْ تــاركـاً ثِـقْـلَيهِ بـيـن الـمـسلمينْ
أربــعـاً خـامـسُها الـذِّكْـرُ الـمُـبينْ وبــهـا شَــرْعُ الـهُـدى يُـسـتَجْمَعُ
هُـم دُعـاةُ الـحقِّ مِـن بـينِ العِبادْ وهُــداةٌ إن دَجــى لَـيـلُ الـفـسادْ
وإذا مـــا طَــبّـقَ الـظُّـلْـمُ الــبـلادْ فِــيــهِـمُ لا بِــسِــواهُـم يُـــدفَــعُ
إنّــمـا الـمـختارُ قــد أوصــى بِـهـا قــومَــهُ بَــــدْءاً وعَــــوْداً وانْــتِـهـا
بــــنـــفـــوسٍ أذِنَ اللهُ لـــــهـــــا أن يــكـونَ الــحـقُّ فـيـهـا تَـصـنَـعُ
مِـنـهـمُ فـاطـمـةُ الـطُّـهْرُ الـبـتولْ طالما أوصى بها الهادي الرسولْ:
فِـعـلُها فِـعْلي، وقـولي مـا تـقولْ بَـضـعـةٌ مــنّـي وسِــرّي الـمُـودَعُ
لـسـتُ أنـساها وقـد جـاءت إلـى مَـعـشرٍ قــد قَـطّـعوا حـبـلَ الــولا
تـبـتـغي إرثـــاً لــهـا مِــمَّـن عَــلا حــاكـمـاً، والـجـهـلُ فــيـه يَــرتَـعُ
طـلـبـوا مـنـهـا عُـــدولاً يَـشـهدوا حــقَّـهـا، والــحــقُّ فـيـهـا أوْكَـــدُ
سَـلَـبُـوها « فَــدَكـاً » واجـتـهدوا مِـــن أذاهـــا كـــلَّ فـعـلٍ يَـفـجَعُ
رجَــعَــت والــحـزنُ نـــاراً تُـسـعَـرُ فـي الـحَشا، والـجفنُ بـاكٍ أحـمرُ
مَــن لـها فـي الـناسِ لـولا حَـيدرُ نــاصـرٌ، والـظُّـلـمُ داجٍ أســفـعُ ؟!
نَــدَبـت تـبـكي أبـاهـا بـانـكسارْ: يـــا أبــي بَـعـدَك كـالـلَّيلِ الـنـهارْ
يــا أبــي بَـعدَك مـا صـانُوا الـذِّمارْ ولـنـا الأصـحـابُ عَـهْـداً مــا رَعُـوا
مــا رعَــى الـصَّـحبُ إلـيها حُـرْمةً حـيـنـمـا جــــاؤوا لِـيَـبـغُوا بَـيـعـةً
أحــرقـوا الـــدارَ وضــامُـوا بَـضـعةً ولِـقـلـبِ الـمـصطفى قــد رَوَّعُــوا
لـيت شِـعري أيَّ ذَنـبٍ قـد جَـنَتْ دونَ هــذا الـخَلقِ سِـرّاً دُفِـنَتْ ؟!
أتُـــراهــا غُــسِّــلَـت أو كُــفِّــنَـتْ أَم تَـــوارى أمــرُهـا والـمَـضجَعُ ؟!