أضف الموضوع
الشاعر المرحوم السيد محمد جمال الهاشمي
08/01/2020م - 11:53 ص | عدد القراء: 3692
فاطمة الزهراء عليها السلام
أمّ الزمان شَعَّت.. فلا الشمسُ تحكيها ولا القمرُ « زهراءُ » مِن نورِها الأكوانُ تَزدهرُ (1) بـنـتُ الـخـلودِ لـهـا الأجـيـالُ خـاشـعةٌ أمُّ الــزمــان إلــيـهـا تـنـتـمي الـعُـصُـرُ روحُ الـحـيـاة، فــلـولا لُـطـفُ عـنـصرِها لــم تـأتَـلِفْ بـيـننا الأرواحُ والـصُّـوَرُ (2) سَـمَـت عــن الأفـق.. لا رُوحٌ ولا مَـلَكٌ وفــاقــت الأرض.. لا جِــــنٌّ ولا بَــشَـرُ مـجـبـولـةٌ مِــــن جـــلالِ اللهِ طـيـنـتُها يَــرِفُّ لُـطفاً عـليها الـصَّونُ والـخَفَرُ (3) مـــا عــابَ مَـفْـخرَها الـتـأنيثُ إنّ بـهـا عــلَـى الـرجـالِ نـسـاءُ الأرضِ تَـفـتخِرُ خـصـالُـها الــغُـرُّ جَـلّـت أن تـلـوكَ بِـهـا مِــنّـا الـمَـقـاوِلُ أو تَــدنـو لــهـا الـفِـكَرُ مَـعنى الـنبوّةِ سـرُّ الـوحيِ، قـد نَـزلَتْ فــي بـيـتِ عـصـمتِها الآيــاتُ والـسُّوَرُ حَـــوَتْ خِـــلالَ رســـولِ اللهِ أجـمَـعَـها لـولاَ الـرسالةُ سـاوى أصـلَه الثَّمَرُ (4) تَـدرّجَـت فــي مَـراقـي الـحقِّ عـارجةً لِـمَـشرِق الـنـورِ حـيث الـسِّرُّ مُـسْتَتِرُ ثـــمّ انْـثَـنَـت تَــمـلأُ الـدنـيـا مـعـارفُـها تَـطـوي الـقُـرونَ عَـيـاءً وهــي تـنـتشرُ قُـل لِـلّذي راحَ يُـخفي فـضلَها حَسَداً: وجــهُ الـحـقيقةِ عـنـا كـيف يَـنْسَتِرُ ؟! أتَـقـرِنُ الـنـورَ بـالـظلماءِ مِـن سَـفَهٍ ؟! مـا أنـتَ فـي الـقولِ إلاّ كاذبٌ أشِرُ (5) بــنـتُ الـنـبـيّ الـــذي لـــولا هـدايـتُهُ مــــا كـــان لـلـحـقِّ لا عــيـنٌ ولا أثَـــرُ هـــيَ الــتـي وَرِثَـــت حــقّـاً مـفـاخِرَهُ والـعـطرُ فـيـه الـذي فـي الـوردِ مُـدَّخَرُ فــي عـيـدِ مـيـلادِها الأمــلاكُ حـافـلةٌ والـحورُ فـي الجنّة العُليا لها سَمَرُ (6) تـزوّجَت فـي الـسما بـالمرتضى شَرَفاً والـشـمسُ يَـقرنها فـي الـرتبة الـقَمَرُ عــلـى الـنـبوّة أضْـفَـت فــي مـراتـبِها فَــضْــلَ الــولايــة لا تُــبـقـي ولا تَـــذَرُ أمُّ الأئــمّــةِ مَــــن طَــوعـاً لـرغـبـتِهم يـعـلـو الـقـضـاءُ بــنـا أو يَــنـزِل الــقَـدَرُ قـفْ يـا يَـراعيَ عـن مـدحِ البتولِ ففي مـديـحِـهـا تَــهـتِـفُ الألــــواح والــزُّبُــرُ وارجِـــعْ لـتـستخبِرَ الـتـاريخَ عــن نـبـأً قــــد فـاجَـأَتْـنا بـــه الأنــبـاءُ والـسِّـيَـرُ هـل أسـقَط الـقومُ ضـرباً حَملَها فَهَوَتْ تَــئِـنُّ مِـمّـا بـهـا والـضـلعُ مُـنـكسِرُ ؟! وهــل كـمـا قـيـل قـادوا بَـعلَها فَـغَدَتْ وراه نــادبــةً والــدمـعُ مُـنـهـمِرُ ؟! (7) إنْ كــان حـقّـاً فــإنّ الـقـومَ قـد مَـرَقوا عــنِ الـهـدى، وبِـدِيـن الله قـد كـفروا!
ـ تحكيها: تشابهها وتناظرها.
2 ـ في الحديث القدسيّ يخاطب الله تعالى آدمَ عليه السّلام: هؤلاء خمسةٌ مِن وُلْدِك ( أي النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين )، لولاهم ما خلقتُك.. لولاهم ما خلقتُ الجنّة ولا النار، ولا العرشَ ولا الكرسيّ، ولا السماءَ ولا الأرض، ولا الملائكة والإنس ولا الجنّ.. ( فرائد السمطين للجوينيّ الشافعيّ 36:1 ).
3 ـ الخَفَر: شدّة الحياء.
4 ـ عن عائشة: ما رأيتُ أحداً أشبهَ سَمْتاً ولا دلاًّ ولا هَدْياً برسول الله صلّى الله عليه وآله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ( مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوريّ 272:4، وذخائر العقبى للمحبّ الطبريّ ص 40 ).
5 ـ الأشِر: البَطِر العابث.
× 6 ـ في ( كفاية الطالب ص 300 / الباب 79 ) كتب الگنجيّ الشافعيّ: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: أيُّها الناس، هذا عليُّ بن أبي طالب، أنتم تَزعُمون أنّني أنا زوّجتُه ابنتي فاطمة، ولقد خَطبَها إليّ أشراف قريشٍ فلم أُجِب كلَّ ذلك، أتوقّع الخبرَ من السماء، حتّى جاءني جبرئيلُ عليه السّلام ليلةَ أربعٍ وعشرين من شهر رمضان فقال: يا محمّد، العليُّ الأعلى يقرأ عليك السّلام، وقد جمع الروحانيّين والكروبيّين في وادٍ يُقال له « الأفيح » تحت شجرة طُوبى، وزوّج فاطمةَ عليّاً، وأمرَني فكنتُ الخاطب، واللهُ تعالى الوليّ، وأمر شجرة طوبى فحمَلَت الحُليَّ والحُلل والدرّ والياقوت ثمّ نثَرَته، وأمرَ الحورَ العين اجتمعن فلقَطْن، فهُنّ يَتهادَينه إلى يوم القيامة ويَقُلن: هذا نِثارُ فاطمة.
× 7 ـ في ( علم اليقين 686:2 ـ 688 ) كتب الفيض الكاشانيّ: ثمّ إنّهم تواثبوا على أمير المؤمنين عليه السّلام وهو جالسٌ، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه سحباً مِن داره مُلبَّباً بثوبه يجرّونه إلى المسجد، فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها، وقالت: واللهِ لا أدَعُكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، وَيْلكُم! ما أسرعَ ما خُنتمُ الله ورسولَه فينا أهلَ البيت! وقد أوصاكم رسول الله صلّى الله باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا فقال الله تعالى: « قُلْ لا أسألُكُم علَيهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى » ( سورة الشورى:23 ).. ( ويراجع: إثبات الوصيّة للمسعوديّ ص 124، والكافي للكلينيّ 237:8 / ح 320، وتاريخ الطبريّ 619:2، وتفسير العيّاشيّ 67:2 ).
|