أضف الموضوع
الشاعر المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي
10/01/2020م - 11:21 ص | عدد القراء: 824
فاطمة الزهراء عليها السلام
يَعزّ على أحمدٍ! إلــــــــى مَ لـــــــواؤُكَ لا يُـــنــشَــرُ وحـتّـى مَ سـيـفُك لا يُـشـهَرُ ؟! (1) فــكــم أكْــبُــدٍ لـــك مِـــن شـوقِـهـا تَـــحِــنُّ، وكـــــم أعـــيُــنٍ تَــسـهَـرُ! أتُــغــضــي وأســـيـــافُ أعــدائِــكـم إلَـــى الـيـومِ مِــن دَمِـكُـم تَـقـطِرُ ؟! أتـــنــسَــى الــقــتـيـلَ بِــمِــحـرابِـهِ لــه الــروحُ يـبـكي ويَـسـتَعبِرُ ؟! (2) وسـبـطَـينِ، بـالـسُّـمِّ هـــذا قـضـى وذاك عـــلـــى ظَـــمَـــأٍ يُــنْــحَـرُ (3) وأكـــبــرُ خَـــطْــبٍ دَهــاكُــم لَــدَيــه تَـــهـــونُ الــخُــطُــوبُ وتُـسـتَـصْـغَـرُ مُــصـابُ الــرسـول.. وهـتـكُ الـبـتول ومـــــا لَــقِــيَ الـمـرتـضـى حَــيــدرُ يَـــعِــزُّ عـــلــى أحـــمــدٍ لـــــو دَرى لِـــمَــن قَـــدَّمُــوا.. ولِــمَــن أخَّــــرُوا ولا بِــــــــدْعَ إن هَــــجَـــروا آلَـــــــهُ فــقـد زَعَــمُـوا أنّــه « يَـهـجُرُ »! (4) فــيــافــئــةً ضــــــــاعَ مــعــروفُــهــا وقـــــد ذاع مـــــا بــيـنَـهـا الـمُـنـكَـرُ قــد اعـتَسَفَت فـي ديـاجي الـضَّلال ومِـــن حـولِـهـا الـقَـمَـرُ الأزهـــرُ (5) أألــلــهُ مِــــن بَــعــدِ يــــومِ الــغـديـر حــقــوقُ أبــــي حــســنٍ تُــغْـدَرُ ؟! يَــراهُـم عــلـى مِـنـبـرِ الـمـصـطفى ومـــــا قـــــامَ إلاّ بــــه الـمِـنْـبَـرُ (6) وتَـــغـــدو الــخــلافــةُ بــالإجــتـمـاع ونَـــــصُّ الإلـــــهِ بـــهــا يُــنــكَـرُ (7) وأيُّ اجــتــمــاعٍ لـــهـــم إن تـــكــنْ بــــه عِــتــرةُ الــوحـي لا تَـحـضَـرُ ؟! وأضــحـى الــوصـيُّ ونَـفْـسُ الـنـبيّ بـــهــا لـــيــس يَــنـهـى ولا يــأمُــرُ! لـقـد أضـمـروا غَـدرَهـم فـي الـصدور فـلَـمّـا مَــضَـى الـمـصطفى أظـهـروا فـيـالَـوعةً لـــم تَـــزَلْ فــي الـقـلوب إلَــــى الــحـشـرِ نـيـرانُـهـا تَــسْـعَـرُ أمَـــــن رفَـــــعَ اللهُ شـــأنــاً لـــهــا.. مِـــن الــعـدلِ أضـلاعُـهـا تُـكـسَـرُ ؟! تُـــخــانُ وديـــعــةُ طـــــه الأمـــيــن لَـــدَيــهــم، وذِمّـــتُـــه تُــخــفَــرُ (8) ويَـمـنـعُـها الــقــومُ حــتّــى الـبـكـاءَ عــلــيــه، وعــــــن إرثِــــــهِ تُــنْــهَـرُ ويُــبــتَـزُّ مِــــن « فَــــدَكٍ » حــقُّـهـا بِـــمَــا آخـتـلـقُـوا.. وبِــمــا زَوَّروا (9) زَوَوا إرثَـــــهـــــا إذ رَوَوا فـــافـــتَـــرَوا حـديـثـاً عـــن الـطُّـهْـرِ لا يُـؤثَـرُ (10) قَضَت وهي غضبى علَى المسلمين فـمـاذا يُـلاقـون إن يُـحشَروا ؟! (11) أيَــظــلِــمُـهـا مِـــنــهــمُ مَـــعــشَــرٌ ويَــقـعُـدُ عــــن نَـصـرِهـا مَـعـشَـرُ ؟! لــهــا فــــي غــــدٍ مَـعَـهـم مَــوقـفٌ بـــــه الــخــصـمُ والــدُهــا الأطــهــرُ تُــضــام ابــنــةُ الـمـصـطفى جَــهْـرةً وسِـــرّاً بـجُـنْحِ الـدُّجـى تُـقـبَرُ! (12)
1ـ الخطاب موجَّه للمولى الإمامِ الحجّة المنتظَر « صلوات الله عليه وعجّل الله فَرجَه ».
2 ـ ذلكم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، والروح: هو جَبرئيل عليه السّلام حيث نادى بين السماء والأرض: تَهدَّمت واللهِ أركانُ الهدى!.
3 ـ ذلكم هما الحسن والحسين سلام الله عليهما.
× 4 ـ نُقل ذلك ـ حتّى في بعض الصحاح ـ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله حين دعا ـ لدى احتضاره ـ بدواةٍ وكتف ليكتب لهذه الأُمّة ما لو تمسّكتْ به لن تَضِلَّ بعده أبداً، قال أحدُ الحاضرين ـ وقد صُرِّح باسمه في بعض المصادر ـ: دَعوه، إنّ الرجلَ لَيَهجُر! وذلك لأنّه أحسَّ أنّ ما يُريد أن يكتبه رسول الله صلّى الله عليه وآله تأكيدٌ آخر على أفضليّة آله وأحقيّتهم بخلافته ووصايته مِن بعده.
5 ـ اعتسَفَت الطريق: رَكِبَتْه على غير هداية، ولا دِراية، فمالت عن العدل والرشاد.
6 ـ وقد أُثِر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنْ ما قام الإسلام إلاّ: بسيف عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه، وأموال خديجة بنت خُوَيلد رضوان الله عليها.
× 7 ـ وكأنّ الخلافة الإلهيّة موكولة إلى أمزجة الناس وأهوائهم ونزعاتهم، وغَلَبتِهم بعد نزاعاتهم! فأين حقُّ الله تعالى في النبوّات والرسالات والوصايات ؟! وأين هذه الأمّة من قول الله جلّ وعلا: « يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنْزِلَ إليكَ مِن ربِّك وإنْ لم تَفعَل فَما بلَّغْتَ رسالتَه واللهُ يَعصِمُك مِنَ الناس » ( سورة المائدة:67 ) ؟!
8 ـ تُخفَر ذمّتُه: يُنقَض عهدُه ويُعْدَر به.
9 ـ يُبتزّ: يُسلَب ويُغصَب.
10 ـ جاؤوا بأعرابيّ لا يُحسن أن يتطهّر، وشَهِدوا له أنّه سمع النبيّ صلّى الله عليه وآله قال بأنّ معاشر الأنبياء لا يورّثون! وقد وَرِث سليمانُ داودَ، ويحيى زكريّا عليهم السّلام.
11 ـ أكّدت رواياتُ المسلمين أنّ مَن أغضبَ فاطمة فقد أغضَبَ رسولَ الله، ومَن أغضَبَه فقد أغضبَ الله، ومَن أغضبَ اللهَ تعالى فمَآلُه إلى العذاب الأبديّ.
12 ـ ديوان الذخائر ص 14.
|