أيُّ العوالمِ عينُهُ لا تدْمعُ...وإلى السَّما روحُ النبوَّةِ تُرْفعُ
خفِّضْ ملاكَ الموْتِ واسمَعْ أنَّةً...في كلِّ أنْحاءِ المدينَةِ تُسْمَعُ
تنَدكُّ أعْمِدةُ الوجودِ لِوَقْعِها...ويزِيدُ لَوْعَتَها البطينُ الأنْزَعُ
هذا أَبُو الزَّهراءِ هذا المُصطفى...خيْرُ الورى يا لَلمصابِ يوَدِعُ
رمقَ البتولَ بِنَظْرَةٍ أبَويَّةٍ...فيها مصائبُ قلْبِهِ تتجَمَّعُ
صدْرٌ ومِسمارٌ وآهٌ في الحشا...سوطٌ ووكزٌ بالسيوفِ وأضلعُ
سِقْطٌ وآلامٌ وبابٌ مُضْرمٌ...ضرْبٌ وثاراتٌ وخدٌّ يُصفعُ
أبتاهُ بعْدكِ يا لَرُزءِ المُرتضى...بالسيفِ يطْبِرُهُ الشَّقيُّ فيُصرعُ
ويُدافُ سمُّ الغدرِ للحسنِ الذي...يقضي ومُهجةُ قلْبِهِ تتقطّعُ
وأشدُّ خطبٍ يومُ وقْعةِ كربلا...خطبٍ لَهُ عرشُ العُلى يتصدَّعُ
لمّا يخرُّ السبطُ عَنْ ميمونِهِ...وتراهُ زينبُ بالسيوفِ يُبضَّعُ
تَجْري عَلَيْهِ الخيلُ في ميدانِها...أسفي عَلَيْهِ في الصّعيدِ يوَزَّعُ