رثاء الحسن العسكري عليه السلام
حسنٌ كَسا الإسلامَ ثوباً منَ الحُسنِ...وأبعدَ عنهُ كلَّ أرديَةِ الغُبنِ
هو العسكريُّ من عسكَرَ الفخرُ حَولَه...بجندِ التُّقى والفخرِ والعزّ والأمنِ
وكافحَ جندَ الشّركِ حتى أزالَه...وقد رَدّهُ بالقهرِ والذُّلِّ والجُبنِ
وقوّم عمّاراً لدينِ محمّدٍ فكم...شادَ من بيتٍ وكم شادَ من رُكنِ
فقد شَقّ للإسلامِ أنهارَ علمِه...لتُسقى بعِلمٍ لا بماءٍ منَ المُزنِ
وكم للهُدى أحيا بساتينَ غَرسِه...حدائقَ إيمانٍ وجنّاتٍ من عَدنِ
تروّت بأخلاقِ الإمامِ وطيبهِ...وإن كان من سجنٍ يصيرُ إلى سِجنِ
وقد عادَ منهُ الدينُ رَيّانَ عُودُهُ...وأثمارُه قد قامَ ملتَفّ بالغُصنِ
وأزهرَتِ الدنيا بضوءِ شُعاعِه...وأكحَلَ عينَ المسلمين منَ الوسنِ
إمامٌ حوَى عِلماً وحِلماً وسُذؤدَداً...على كلِّ مخلوقٍ من الإنسِ والِجنِ
فطوبى لأرضٍ ضُمِّنَت جسداً لهُ...لقد باهَتِ العَلياءَ بالفخرِ والشأنِ
فيا أرضَ سامرّا تقدَّس سِرُّكِ...وكنتِ مَحَلاً للمفاخِرِ والأمنِ
وكيفَ وفي بضعةٌ وسُلالةٌ...لأحمدَ أعني المصطفى خِيرةَ المغني
هو الحسنُ المعروفُ بالعسكريِّ...مَن بهِ قامَ دينُ اللهِ مکتحِلَ الجَفنِ
فيا قاتَلَ اللهُ الأُلى فَعَلوا بهِ...كفِعلِ بني إسرائيلَ في سالِفِ القرنِ
فكم عذّبوه في السُّجونِ عداوةً...وكم أظهروا فيهِ من الحِقدِ والضِّغنِ
فما هَجَعوا حتّى أذاقوهُ سُمَّهُم...فصارَ لِرَبِّ الخيرِ والفضلِ والـمَنِّ
فلمّا قضَى ماجَ الوجودَ لِفَقدهِ...وأُلبِسَ دينُ اللهِ ثوباً منَ الحُزنِ
وقامَ سَمِيُّ المصطفى لِجهازِه...وصَلّى عليهِ ثمَّ شَيَّعَ لِلدفنِ
فمذ غابَ نورُ العسكري غابَ ابنُه...مخافةً من أهلِ العداوَةِ واللَّعنِ
ولا بُدّ أن يأتي بنصرٍ مؤَّيدٍ...إذا جاءَ جبريلُ منَ اللهِ بالإذنِ
يُطهِّرُ أرضَ اللهِ من كلِّ باطلٍ...ويملؤها بالقسطِ والعدلِ والوَزنِ