قصيدة غراء في رثاء الزهراء عليه السلام
الدهرُ شقّ جيوبَ الفخرِ والحُجُبا...على مصيبةِ أُمّ السادةِ النُّقَبا
وأصبحَ الدينُ باكي العينِ في ثُكُلٍ...والروحُ صاحَ بصوتِ النَّعي منتدِبا
منادِياً بينَ أملاكِ السماءِ يقُل...بنتُ النبيِّ قضت ملآنةً كُرَبا
قد جُرِّعَت غُصَصاً لو أنّها وقعَت...على جِبالٍ بِرَضوَی صِرنَ هَبا
ويلٌ لظالِمها ويلٌ لغاصبِها...وحولَ حجرتِـها قد جمّعَ الحطَبا
وأسقطَ الحِملَ منها حينَ أضغَطها...أهٍ وفي صَدرِها المسمارُ قد نَشبا
وغودِرَ الضِّلعُ مکسوراً فيا...حُرَقي شُبّي ويا قلبيَ المحزونَ فالتَهِبا
بينَ الجِدارِ وبينَ البابِ قد...وقعت فأین عنها عليٌّ أفضلُ القُرَبا
سيفُ الإلهِ رفيعُ الجاهِ حيدرةٌ...أهكذا حَلَّ بالزهرا وما وَثبا
بل أخرجوهُ مقاداً في حمائِلِه...عجبتُ من أسدٍ من غابِه سُحِبا
تَبّاً وَتَعساً لـمَن قادوا إمامَهُم...وهوَ الإمامُ الذي للحكمِ قد نُصِبا
أينَ النبيُّ يَرى الكَرّارَ بينَهُم...مُلَبَّباً وعليهِ الكفرُ منقلِبا
ودَوحةُ القُدسِ خلفَ القَوم تعثُر...في ذيلِ الحَصان ومنها الدمعُ منسكِبا
والزَّجرُ رَوَّعَها واللَّطم آلَـمَها...وَمَتنُها بِسِياطِهم قد ضُربا
آهٍ فآهٍ لذاتِ الفخرِ فاطمةٍ...قاست وكابدتِ الأهوالَ والتَّعَبا
حتّى قضت نحبَها بالهَضمِ وهي...ترَى میراثَها من أبيها المصطفى غُصِبا
فأيُّ بنتِ نبيٍّ بعدَ والدِها...قهراً تُـهانُ ومنها حَقُّها نُهِبا
كالطُّهرِ فاطمةِ الزهرا فَطَمَ الـ...باري مِنَ النارِ مَن من حُبِّها شَرِبا
وحَقِّ مَن رفعَ السبعَ الشِّدادَ فلولا...الصبرُ ما أحدٌ من ربِّها دارها قَرُبا
لكنّها صبرت لِله واحتسبَت...لِنيلِ شیعتِها من ربِّها الإرَبا
لا غَروَ إن صنعت أهلُ الضَّلال بها...ما أحزنَ الشمسَ والأفلاكَ والشُهُبا
فلو دعت وقعَت بالقومِ صاعقةٌ...تُزلزلُ الأرضَ والأجبالَ والهُضُبا
وكيفَ لا وهيَ بنتُ المصطفى وبِها...ربُّ الأنامِ يُزيل الكَربَ والنُّوَبا
لأنّها خُلِقَت من نورِ خالِقِها...فالفخرُ منها ومنها العِزِّ إن طُلبا
خفّف وقصّر ولا تبغي محاولةً...فكلُ عزِّ بهذا العِزِّ قد نُسِبا
فبعلُها المرتضى والمجتَبی حسنٌ...شبلٌ لها وحسينٌ سيّدُ الغُرَبا
يا ربُّ فاغفِر لِراثيها وقائِلِها...وللشبابِ الذي لِلنّظمِ قد كَتَبا