السيرة المختصرة للامام الحسن المجتبى عليه السلام
الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الثاني
هو الحسن بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد وهو سبط رسول الله وثاني خلفائه والإمام على الناس بعد أبيه أمير المؤمنين.
ولد في المدينة المنورة يوم الثلاثاءِ، منتصف شهر رمضان في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسم يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع وأربعين، قام بتجهيزه أخوه الإمام الحسين ، ودفن في البقيع في المدينة المنورة، حيث مضجعه الآن.
وكان أعبد الناس في زمانه، وأعلمهم، وأفضلهم وكان أشبه الناس بالنبي ، وكان أكرم أهل البيت في زمانه، وأحلم الناس. وكان من كرمه: أنْ قدمت له جارية من جواريه طاقة ريحان، فقال لها: أنت حرة لوجه الله، ثم قال: هكذا أدبنا الله تعالى : {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} .
ومن حلمه: أن شامياً رآه راكباً، فجعل يلعنه، والحسن لا يرد عليه، فلما فرغ أقبل الحسن ، فسلم عليه وتبسم فقال : أيها الشيخ اظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا اعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك.
فلما سمع الرجل كلامه بكى وقال :
ـ أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته.
في خلافة الحسن وفضائله ومزاياه وكرامته (ع)
في خلافته (ع)
هو آخر الخلفاء الراشدين[1] بنص جدّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ولي الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة، فأقام بها ستة أشهر وأياماً، خليفة حق وإمام عدل وصدق تحقيقاً لما أخبر به جده الصادق المصدو
(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بقوله: الخلافة بعدي ثلاثون سنة[2] فإن تلك الستة أشهر هي المكملة لتلك الثلاثين، فكانت خلافته منصوصاً عليها، وقام عليها إجماع من ذكر، فلا مَرية في حقيقتها.
في فضائله (ع)
أخرج الشيخان عن البراء، قال: رأيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والحسن على عاتقه، وهو يقول: اللهم إني أحبّه فأحبّه.
في بعض مآثره (ع)
كان سيداً كريماً حليماً زاهداً ذا سكينة ووقار وحشمة، جواداً ممدوحاً، وسيأتي بسط شيء من ذلك. أخرج أبو نعيم في الحلية أنه قال: إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته، فمشى خمس وعشرين حجة. وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عمر قال: لقد حج الحسن خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإن النجائب لتقاد بين يديه. وأخرج أبو نعيم أنه خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات حتى أنه كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفاً ويمسك خفاً.
وسمع رجلاً يسأل ربه عزّ وجل عشرة آلاف درهم فبعث بها إليه.