إنْ جئتَ أرضَ الطفِّ فانزل فيها...واعقِرْ نياقَ الصبرِ يا حادِيها
واسقي مضاجعَ صفوةٍ بمدامعٍ...ما ذاق طعمَ فراتها ظاميها
يروي عُطاشى السمرِ بيضُ دمائِها...وفؤادُها ما بُلَّ من جاريها
يا راكبا زيّافةٌ شملانةً...صرفاً جسوراً للفلا تَطويها
قِفْ واروِ عنِّي نادبا أشياخَها...وكهولَها وشبابَها وبنيها
إين الغطارفةُ الذين تسنَّوا...من ذِروةِ العليا على عاليها
أتُساقُ نسوتُكم يُرى أشكالها...في السبي حاضرُها إلى باديها
كادت تُذيبُ قلوبَها زفراتُها...لكنما عبراتُها تطفيها
عجبا لها تُهدى لشرِّ مجالسٍ...دانيه يقذفُها إلى قاصيها
فيعُجُّ باكيها لحال نُعاتِعها...ويعُجُّ ناعيها إلى باكيها
يا صاحبَ الأمرِ استمع من ذي جوىً...شكوى يذوب القلبُ من راويها
أخليفةَ الرحمانِ قد طال النَوى...فمتى لظلمة غيِّهم تجليها
أفلا يُهيجُك والعقائلُ من بني...الهادي غدت تُهدى إلى طاغيها
أفلا يهيجك أنْ تُرى أيتامُكم...محمولُها يبكي على ماشيها
أفلا يهيجك أنَّ آل أميةٍ...هندا تصونُ وزينبا تسبيها