رثاء مسلم بن عقيل عليه السلام
لو كان ينفع للعليل غليلُ...فاض الفراتُ بمدمعي والنيلُ
كيف السلوُّ وليس بعد مصيبةِ ابـ...ـنِ عقيلِ لي جلدُ ولا معقولُ
خطب أصاب محمدا ووصيَّه...لله خطبٌ قد أطلّ جليلُ
أفديه من فاد شريعةَ أحمدٍ...بالنفس حيث الناصرون قليلُ
حَكَمَ الإلهُ بما جرى في مسلم...والله ليس لحكمه تبديلُ
خذلوه وانقلبوا إلى ابن سميةٍ...وعن ابن فاطمةٍ يزيدُ بديلُ
آوته طوعةُ مذ أتاها والعدى...من حوله عَدْواً عليه تجولُ
فأحسَّ منها ابنُها بدخولِها...في البيت إن البيتَ فيه دخيلُ
فمضى إلى ابن زيادِ يُسرع قائلا...بشرى الأميرِ فتىً نماه عقيلُ
فدعى الدعيُّ جيوشَه فتحزبت...يقفوا على أثر القبيل قبيلُ
وأتت إليه فغاص في أوساطها...حتى تفلّت عَرضُها والطولُ
فكأنّه أسـد لجــوع شبولــه...في الغيــل أفلته عليهـا الغيلُ
يسطو بصارمه الصقيلِ كأنه...بطَلى الأعادي حدَّه مصقولُ
حتى هوى بحفيرة صُنعت له...أهوتْ عليه أسنةٌ ونصولُ
فاستخروجوه مثخنا بجراحه...والجسمُ من نزف الدماء نحيلُ
سلْ ما جرى جملاً من أعلا البنا...فقليله لم يحصــهِ التفصيــلُ
قتلوه ثم رموه من أعلا البنــا...وعلى الثرى سحبوه وهو قتيـلُ
ربطوا برجليه الحبال ومثّلــوا...فيه فليت أصابنــي التمثيــلُ