أما آن تركي موبقاتِ الجرائمِ...وتنزيهُ نفسي عن غويٍّ وآثمِ
واختم أيامي بتوبةِ تائبٍ...يذود بها عقبى ندامةَ نادمِ
ومن لم يلم يوما على السوء نفسه...فلم تُغنِه يوما ملامةُ لائمِ
وإن كنتَ ممن لا يفيء لتوبة...ولا لطريقِ الرشدِ يوما بشائمِ
سأمحو بدمعي في قتيل محرمٍ...صحائفَ قد سودتُها بالمحارمِ
قتيلٌ تعفَّى كلَّ رزءٍ رزؤُه...جديدٌ على الأيام سامي المعالمِ
قتيلٌ بكاه المصطفى وابنُ عمِّه...عليٌّ وأجرى من دم دمعَ فاطمِ
فلهفي لمولايَ الحسينِ وقد غدا...فريدا وحيدا في وَطيسِ الملاحمِ
يرى قومَه صرعى وينظرُ نسوةً...تجلببن جِلبابَ البكا والمآتمِ
هناك انتضى عضبا من الحزم قاطعا...وتلك خطوب لم تدعْ حزمَ حازمِ
ولما أراد الله انفاذَ أمرِه...بأطوعَ منقادٍ إلى حكم حاكمِ
اُتيحَ له سهمٌ تبؤَّأ مقعدا...تبوَّأَ نحري ليته والغلاصمِ
فهُدَّت عروشُ الدينِ وانطمس الهدى...وأصبح ركنُ الحقِّ واهيْ الدعائمِ
وأعظمُ خطبٍ لا تقوم بحملِه...متونُ الجبالِ الراسياتِ العظائمِ
عويلٌ بناتِ المصطفى مذ أتى لها...جوادُ قتيلِ الطفِّ داميْ القوائمِ