رثاء علي الأكبر عليه السلام
تمثل النبي فـي سليله...فـي خـلقه وخلقه وقيلـه
كما تجلى الله في نبيه...فقد تـجلى هـوفـي وليه
وقد تجلى قلم الاقلام...في لوح سر الوحي والالهام
فـيه تـجلى محكم التنزيل...كمـا تـجلى باطـن التأويل
وكـيف وهو صفوةالولاية...ونـخبة الـمبعوث بالـهداية
شمـائل النبـي في شمائله...وصـولة الوصي من فضائله
هـوالوصي في علو همته...وفـي إبـائه وفـي فتـوته
كـل جـميل هوفي جماله...وكـل عـز هـو في جلاله
هـوابن من دنـا إلى أدناه...فـما أجـلـه ومـا أعـلاه
ريحانة الحسين أزكى ثمره...لمهـجة الـنبي خير الخيرة
فتى قريش بل فتى الوجود...وليثها بـل أسـد الاسـود
وسيفهـا العادل في قضائه...بل هو سيف الله في مضائه
فارسها بـل فارس الاسلام...أكـرم بـهذا الـبطل الهمام
من دوحة العلياء غصنها الطري...نمـاه بالقدس نـمير الكوثر
ذاك علي بـن الحسين بن علي...لطيفة الطف الخفي والجـلي
فـي عالم التكوين كـون جامع...يـندك في وجـوده الجوامع
بـل هـوفي صـحيفة الأكوان...فاتـحة الكتاب فـي الـقرآن
غـرتـه غـزة سيـد الـرسل...نور العقول والنفوس والـثل
قـرة عـين الـحق والحقيقـة...درة تـاج الشرع والطـريقة
ووجهه المـضيء في الاعيان...بــدر سماء عالـم الامكان
كيف فـي الاشـراق والضياء...شمس ضياء عالـم الاسماء
ونوره المـنـير نـور الـنور...فأين مـن سناه نور الـطور
أسفـرمن مشرقه صبح الازل...به استنار الكون فيما لم يزل
بـل لايـزال مـستنـيراً أبــدا...وكيف لاونـوره نـور الـهدى
نـور بـدا مـن افـق الـرسالة...مـن افـق الـعزة والـجـلالة
بل هو في الظهور سر المصطفى...فـمنتهى جـلاه غـاية الـخفى
هـو النبي فـي مـعارج الـعلا...لـكن عـروجـه بـطف كربلا
نال مـن الـعروج منتهى الشرف...ومن رياض القدس افضل الغرف
والـحرب قـد بانت لـها الحقايق...مـذفي يـمينـه تـجلى البارق
وافتـرس الفرسان لـيث غابهـا واخـتلس الـكماة مـن ركابها
فكـم كمي حـين الـفى الشرفـر...يـقول مـن خـيفتة أين المفر
كـم بـطل مـ ن عـضبة البتار...شاهـد في الـدنيا عـذاب النار
سـطا عـلى جـموعهم منفر دا...حتـى إذا أوردهـم ورد الردى
صال كجده الوصي المرتضى...بصـولة تشبـه مـحتوم القضا
حـتى إذا تـم نصاب الحرب...بالطعن في صدورهم والضرب
فـاجـأه «ابن مـرة » الغدار...فـكاد يهـوى الـفلك الـدوار
ألـيس يهـوى الـفلك الدوار...ان زال عـن مـركـزه المدار
بـل هـوفي مقامـه المكين...مـدار كـل عـالم التـكويـن
وانشـق رأس الـمجدوالفخار...بـل مـهجة الـمختار والكرار
لـمااصـيبت هامـة الكرامة...عـلى أبـيه قامـن الـقيامـة
ومـذرأى قرةعين المصطفى...مـعفراًقال :( على الدنيا العفا )
وانهـملت عـيناه بالدمـوع...بـل بـدم مـن قـلبه الجزوع
وكيف لايبكي دما قلب الهدى...ومـهجة الدين غدت نهب العدى
بـكت على شبابه عين السما...فأمـطـرت لـعظم رزئه دما
وأذنـت حـزنـا بـالانفطار...مـذ غـاب عنهـا قمر الاقمار
ناحـت عليه الكعبة المكرمة...مـذ اصبحت اركانـها منهدمة
كيف وناحت كعبة الـتوحيد...على مصـاب ركنهـا الـوحيد
ناحـت على كفيلها العـقائل...والمـكرمات الـغر والفضـائل
بـكتـه بالـغدو والآصـال...عين العلا والمـجد والـكمـال
بكاه ما يرى وماليس يـرى...من ذروة العرش الى تحت الثرى
بكاه حزناً رب أرباب النهى...ومن هـو المبدأ وهـو المنـتهى
ومـن بكـاه سـيد الـبرايا...فرزؤه مـن أعـظـم الـرزايا
بكته عين الرشد والـهدايـة...ومن هو المنصـوص بالوصاية
لفد بكت كالمزن عين المعرفة...على فقيد كل اسـم وصفـة
يـاساعـد الله أبـاه مـذخبا...نيره ( الأكبر) في ظل الضبا
رأى الخليل في منى الطفوف...ذبيـحه ضـريبة الـسيوف
لـهفي عـلى مقائل الرسالة...لـما رأيـنه بـتلك الحـالة
عـلا نـحيبهـن والـصياح...فانـدهش الـعقول والارواح
لهفي لها إذ تـندب الرسـولا...فـكادت الجـبال أن تـزولا
لهفي لها مذ فقـدت عـميدها...وهـل يـوازي أحـد فقيدها
ومـن يـوازي شرفا وجـاها...مثـال يـاسين شـبيه طاها