يرثي مسلم بن عقيل وهاني بن عروة المرادي المذحجي رحمة الله عليهما
لو كان غيرك يا بن عـروة مسلما...في مـصر كـوفان لأوى مسلما
آويـتـه وحـميـتـه وفـديـتـه...في مهـجة أبـت الـحياة تكرما
إن لـم تـكن من آل عـدنان فقـد...أدركت فخـر الخافقين وإن سما
قد فقـتَ مَن يحمي الضعائن شيمة...حتى ربيعـة بـل أبـاه مكـدّما
ما بال بارقـة العـراق تقـاعست...عن نصر من نال الفخار الأعظما
لم لا تـسربـلت الـدما كـأميرها...كأمـيرهـا لم لا تـسربلت الدما
بايـعـتَ مـسلـم بيـعـة علوية...أبداً فـلم تـنكث ولـن تـتندمـا
فلـذا عـيون بـني الـنبي تفجّرت...لما أتـى الـنـاعي اليه علـيكما
بشراكـم طـلب ابـن فاطم ثاركم...طلـب ابن فاطـم ثاركم بشراكما
خـرج الحسين مـن الحجاز بعزّةٍ...رغـم الـعدا لا خائـفـاً متكتما
ونحا العـراق بـفتـيةٍ مضـرية...كـل تـراه باسمـه مـترنـمـا
قـوم أكفهـم لـمـن فـوق الثرى...كـرماً تـكلّفت الروى والمطعما
قـوم بـيوم نـزولهـم ونـزالهم...لـم يكسبـوا غير المكارم مغنما
رام ابـن هـند أن يـسود معاشراً...ضربوا عـلى هام السماك مخيما
هـبّت هـناك بـنو عـلي وامتطت...مـن كـل مفـتول الذراع مطهّما
وتضرمـت أسيـافـها بأكـفهـم...فكأنهـا نار القـرى حـول الحمى
حـتى إذا اصطدم الكماة وحجّـبت...شمس الضحى والافق أضحى مظلما
عبست وجوه الصيد مهما أبصروا...الـعباس أقـبل ضاحـكاً مـتبسما
متقـدماً بالطـف يحـكي حـيدراً...فـي ملـتقى صـفين حـين تقدّما
وكأنه بين الكتائـب عـمه الطيـ...ـار قـد هـزّ اللـواء الأعـظـما
وتقاعـست عـنه الفوارس نكصاً...فـغـدا مـؤخـرها هـناك مقـدما
بكـت الصبايا وهي تطلب شربـة...تـروي بهـا والـفاطميات الـظما
مـنعـوه نهـر العـلقمـى وورده...فسقـاهـم ورد الـمنية عـلقـمـا
حـتى إذا حـسمت يـداه بـصارم...وأخـاه أسمعـه الـوداع مـسلـّما
فانقضّ سبط المصطفى لـوداعـه...كـالصـقر إذ ينقضّ من افق السما
أهـوى عـليه لـيلثم الجسد الـذي...لـم تـبقَ مـنه الـسمهريـة ملثما
ناداه يا عـضدي ويا درعـي الذي...قـد كنـت فـيه في الملاحم معلما
فلأبكـيـنك بـالصـوارم والـقنا...حتـى تـبيـد تـثلـّما تحـطـّما