القاسم بن الحسن عليهما السلام
ناهِيكَ بالقـاسمِ بنِ المجتبى حَسَنٍ...مُزاوِلِ الحـربِ لم يَعْبأْ بمـا فيها
كـأنّ بِيـضَ مَواضِـيها تُكلِّـمُهُ...غِيـدٌ تُغـازِلُـه منـها غَوانيـها
كأنّ سُمْـرَ عَواليـها كُؤوسُ طِلاً...تَزُفُّـها راحُ سـاقِيها لِحـاسِيـها
لو كانَ يَحذَرُ بأساً أو يخافُ وَغىً...ما انصاعَ يُصلِحُ نَعلاً وهْو صاليها
أمامَـهُ مِن أعـاديهِ رِمـالُ ثَرىً...مِن فـوقِ أسفلِها يَنهالُ عـاليـها
ما عَمَّمتْ بارقـاتُ البِيضِ هامَتَهُ...فاحمَّـرَ بالأبيضِ الهنديّ هـاميها
إلاّ غَداةَ رأتْـهُ وَهْـو فـي سِنَةٍ...عن الكفاحِ غَفُولَ النفسِ سـاهيها
وتلك غَفـوةُ ليثٍ غيـرِ مكتـرِثٍ...مـا نـالَه السيفُ إلاّ وهْوَ غافيـها
فخَـرَّ يدعو فلَبَّى السـبطُ دَعـوتَهُ...فكان مـا كان منـه عندَ داعيـها
فقَلَّ به الأشهَب البـازي بيـن قطاً...قـد لَفَّ أوّلَـها فتـكـاً بتـاليـها
جَنى.. ولكنْ رؤوسَ الشُّوسِ يانعةً...وما سـوى سيفهِ البتّـارِ جـانيها
حتّـى إذا غَصَّ بالبتّـارِ أرحَبُـها...وفـاضَ مِن عَلَقِ البَتّـارِ واديـها
تَقَشَّعتْ ظُلُمـاتُ الخيلِ نـاكِصـةً...فُرسـانُها عنه وانجـابَت غَواشيها
وإذْ بهِ حاضنٌ فـي صدرِه قمـراً...يَـزيـنُ طَلْعَـتَه الغَـرّاءَ داميـها
وافى بـه حاملاً نحوَ المُخيَّمِ والـ...آمـاقُ في وجههِ حُمْـرٌ مَجـانيها
تَخُطّ رِجْلاهُ في لَوحِ الثَّرى صُحُفاً...الـدمـعُ مُنْقِطُـها والقلبُ تاليـها
آه على ذلك البـدرِ المنيـر محـا...بالخَسْفِ غُرَّتَـهُ الغَـرّاءَ ماحيـها