لقد ضربت فوقَ السماءِ قِبابَها...بنو مَن سما فخرا لقوسين قابَها
فكانت لعلياها الثريا هي الثرى...غداة أناخت بالطفوف ركابها
وثارت لنيل العز والمجد وامتطتْ...من العاديات الضابحاتِ عِرابها
سطت وبها ارتجّتْ بأطباقها الثرى...وكادت رواسي الأرض تُبدي انقلابها
فكم أطعمتْ ارماحُها مهجَ العدا...فما كان أقرى طعنَها وضرابها
إلى أنْ بقرْعِ الهامِ فَلّتْ شبا الظُبا...ودَقَّت من الأرماح طعنا حِرابها
هوتْ وبرغمِ الدينِ راحت نحورُها...تُعدّ لأسيافِ الظَلالِ قرابها
قضت عطشا ما بَلَّ حَّر غليلِها...شرابٌ وفيضُ النحرِ كان شاربها
فتلك بأرض الطف صرعى جسومُهم...وارؤُسُها بالمـِيدِ تَتلو كتابها
ورأسُ ابنِ بنتِ الوحي سار أمامَها...وشيبتُه صار النجيعُ خضابها
وأعظمُ خطبٍ للعيونِ أسالها...كما سال يمٌّ والقلوب أذابها
ركوبُ النساءِ الفاطمياتِ حسّراً...على النِيب إذ رُكّبن منها صعابها
إذا هتفت تدعو بفتيانِ قومِها...فبالضرب زجرٌ بالسياط أجابها
تعاتيهم والعين تُهمي دموعُها...فياليت كانوا يسمعون عتابها