أيُّ خطبٍ عرى البتولَ وطه...ونحى أعينَ الهدى فعماها
أي خطبٍ أبكى النبيينَ جميعا...وله الأوصياءُ عزَّ عزاها
أي خطب أكبى الملائكَ طرّاً...وقلوبُ الإيمانِ شبّتْ لظاها
ذاك خطبُ الحسينِ أعظمْ بخطبٍ...صيّر الكائناتِ يجري دماها
لست أنساه في ثرى الطفِ أضحى...في رجالٍ إلُهها زكّاها
نزلوا مترلا على الماءِ لكنْ...لم يبلُّوا عن الضَرامِ شِفاها
تركوهمْ على الرغامِ ثلاثا...جثّما غُسلُها فيوضُ دماها
قد أحاكت لها السوافي ثابا...نسجت للورى ثيابَ جواها
وبنفسي فردَ الحقيقةِ أضحى...مُفرَدا حلّقت عليه عداها
وأبيه لولا أحبَّ لقاه...ربُّه ما ثوى بحرِّ رُباها
عاريا صلّتِ السيوفُ عليه...فاغتدى مسجَدا لبيض ضباها
غسلته السيوف ماءً طهورا...كفنته الرياحُ سافي ذراها
شيّعتْ نعشَه الرماحُ وأمسى...قبرُه في قلوب مَن والاها