وربّ قائلة والهم يتحفني***بناظر من نطاف الدم ممطورِ
خفّض عليك فللأحزان آونة***وما المقيم على حزن بمعذورِ
فقلت هيهات فات السمع لائمه***لا يفهم الحزن إلاّ يوم عاشورِ
يوم حدى الضعن فيه بابن فاطمة***سنان مطرد الكعبين مطرورِ
وخرّ للموت لا كفّ تقلّبه***إلاّ بوطىء من الجرد المحاضير
ظمآن سلّى نجيع الطعن غلّته***عن بارد من عباب الماء مقرور
كأنّ بيض المواضي وهي تنهبه***نار تحكّم في جسم من النور
لله ملقى على الرمضاء غصّ به***فم الردى بين إقدام وتشميرِ
تحنو عليه الربى ظلاًّ وتستره***عن النواظر أذيال الأعاصير
تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه***وقد أقام ثلاثاً غير مقبورِ
أغرى به ابن زياد لؤم عنصره***وسعيه ليزيد غير مشكور
وودّ أن يتلافى ما جنت يده***وكان ذلك كسراً غير مجبور
تسبى بنات رسول الله بينهم***والدين غضّ المبادي غير مستور
أن يظفر الموت منّا بابن منجبة***فطالما عاد ربّان الأظافيرِ
يلقى القنا بجبين شان صفحته***وقع القنا بين تضميخ وتعفير
من بعد ما ردّ أطراف الرماح به***قلب فسيح ورأي غير محصورِ